في الحافِلَةِ ... (من وحي معاناة المُواطنين في النَّقْل العمومي)
لِلّهِ أشْـكُو سَفْـرَةً في "الكَــارِ(1)"
وإلى أُولِـي العَزْمِ العَظِيـمِ"الكَارِ"(2)
مَا ألْتَقِـي عِنْـدَ الصَّبَاحِ ومِثْلَهُ
عنْـدَ المَسَـاءِ لِكَـثْرَةِ الأنْـفَــــارِ
مِائَةٌ وعشرون إذا لـمْ أنْـسَ مَن
بَيْـنَ المَقَاعِدِ عَـالِــقًا بِـجِـوَارِي
فَتَشَابَكَتْ كلّ الأيَـادِي جُمْلَةً
هَذَا على هَذا مَـدَى "المِشْـوَارِ"
هذا يَـمِـيـلُ على فَـتَـاةٍ قَـاصِـدًا
فَـتَـصُـدُّهُ بالــــهَمْـزِ والأظْـفَـارِ
وتَـرُوغُ منـه كمَا يَرُوغُ مُحَـارِبٌ
فإذا العَــــمُـودُ يُـصِـيـبُهُ بِــدُوارٍ
مِن "سَطْعَةٍ" قـد نَالَهَا أو يَلْقَيَنْ
لهْـزًا بِمَـرْفَـقِهَـا الشَّـدِيـدِ العَــارِي
والشَّيْـخُ، فَدْفَدَ، قد تَرَنَّحَ جِسْمُهُ
فَـيَـمِــيـلُ للأيْــمَـانِ والأيْـــسَــارِ
تَـرَك المَشِـيئَةَ للـشَّبَابِ يَدُوسُهُ
طَوْرًا، وطَوْرًا يَسْتَـوِي "بِـجِـدَارِ"
وتَـجَمَّعَتْ كُـلُّ الرَّوَائِـحِ، بَعْـضُهَـا
نَتِـنٌ وآخَـرُ مِن شَــذَا "العَطـَّـــارِ".
و إذا أرَدْتَ إلى الـنُّـزُولِ مَـرَامَةً
فَالمُسْـتَحِيـلَ تَـــرُومُ ، والـقَــهَّـارِ.
فاصْـرُخْ لَـعَلَّــكَ مُسْـمِـعٌ و مُـنَـبِّـهٌ
مَنْ كـانَ قَبْلـَك، شَـارِدَ الأفـكَــارِ...
فإذا رَجَعْـتُ ،و بِي رُضُوضٌ عِدَّةٌ
و مَـلابِـسِي مَـرْفُـوسَةٌ وصِـدَارِي
خَيْـرٌ لَدَيَّ مِن الـذَّهَابِ بِأُجْـرَةٍ
مَخْـصُومَةٍ مِن "قَضْيَـةٍ" لِصِغَـارِي
أوْ ذَاهِـبًـا مُــتَـرَجِّلًا لِفَــرَاسِــخٍ
وحَقِيـبَتِي فُكَّتْ بهَـا أوْصَــارِي (3)
يَا مُـشْـرِفُونَ، تَـفَـهَّـمُوا مِن حَالِنَـا
مَا قَـدْ ذَكَرْتُ وعَـجِّـلـُوا بِـقَـرَارِ
إنَّا عِــبَـادُ اللهِ، مِـثْـلـكُـمُـو لَنَا
حَـقُّ الوَرَى في الحِـلِّ والأسْـفـَــارِ...
الكَــارِ (1): الحَافلة.
الكَــارِ (2): المكانة أو القيمة.
أوْصَــــارِي (3) : دَفَاتِرِي.
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
خواطر : ديوان الجدّ والهزل