الخميس، 22 ديسمبر 2022
الراقصة و ترانيم النقاء بقلم عباس ابو عادل
على شاطئ البحر بقلم سمير بن حلاسة
ولي في دنياي صاحب بقلم محمود قاسم المحمود
بالأوجاع كميد بقلم محمد الباشا
خُلْسَةٌ بقلم صاحب ساجت
اُرجُم اسراب بقلم علي الموصلي
قلت لمن أحب بقلم محمد رشاد محمود
قُلتُ لِمَن أحِب
بقلم محمد رشاد محمود
* يَومًا سَيَقتُلُني ذلكِ الجَمالُ .. ذلكِ الجَمَالُ - لا بُدَّ - قاتِلي !
* قُدرَةٌ صَناعٌ أن تُحيلي مَوجدَتي منكِ إلى إشفاقٍ علَيكِ ،إلى مَعتَبَةٍ عَلَيَّ!
* قَصَدتُ وِصالَ الحُبِّ ، لَو عاتَبتُك !
* حَنانَيكِ .. إنْ لَم نَكُن حَميمَينِ في الجَفَا ، فَما نَحنُ بِعَدُوَّيْنِ !
* عِندما أطبقتِ ذي الأهدابَ ،عايَنَني الشَّغَف!
محمد رشاد محمود
لمحت في عينيك عشقا بقلم هند سليمان
"لــــمحت في عينيــك عــــــشقا "
كـــــنور شـــمس أشرقت عليَّ
تتسلل بينَ الشغاف مــــــــلاكي
أنت كــنسائم تعبر فتهز أوتـاني
فأطــلق عــــنان عـشقك وحبك
فأنت لي العــاشقٌ ملك فـــؤادي
ومشاعري يا من ملكـــت نبــض
الفؤاد،فأصبح هـواك رفيق دربي
غدا الفؤاد متيماً، فغرامك أنطق
القلب بعشقك وأنا متيمة أُناجي
فهذا اسمك أنتَ الذي به الفــؤاد
يـهذي ويـطلب صـارخا الوصالي
قسوت على حين عاتبتك فلا أر
_يد لأحد أن،يشاركني فيك أمالي
فـــــشذا حــــروفــك من عـطري
وحــروفك تجـــــري في كــــياني
نثرت حروفك تكشف خلجات قلو
_بنا وتصف حـبنا المجنون الراقي
غـــدير حــروفـك وكـــلماتك لمن؟
أكـــــانت لي؟ أم لكـل العــــــشاقِ؟
✍️ هند سليمان
عذرا يا كل الشعراء بقلم وسام الحرفوش
عذراً يا كلَّ الشعراء ...
عذراً يا كلَّ الشعراء فالقدسُ أبداً لن تركع
لكنّ العودَ بلا أملٍ صدقاً أجراسهُ لن تُقرع
ما نفع شجبٍ وخطاب ٍ ما نفع كلامٍ لا يُسمع
أدعيةُ صلاةِ بلا عمل في ظلِّ عروش تتقوقع
مادامت فينا فرقتنا لن نكسر ولو حتى إصبع
مادمنا نحيا أذلاء والجوع فينا .. كمستنقع
نشحذهم ماءً و رغيفاً يعطونا شعاراً .. ما أقنع
ندخل في أي سجالٍ بعقول بقيتْ في المخدع
أرجلهم بدفاعٍ ثقُلتْ بحذاءٍ هرىءَ و لم يُرقع
مرمانا كخيوط عناكب هوجمَ بقنابلَ .. و بمدفع
معركةٌ مُهِرتْ بهزيمة نلعبُ بالوقت المستقطع
حقلاً صرنا و بلا عشب و جرادنا يأكل لا يشبع
والكلب وفاءَهُ قد نسيَ والذئبُ قد اخذ المرتع
اغناماً بتنا .. مشتتةً و الراعي .. نام و استمتع
إن قمنا نقصد حاجتنا وقف فيلقهم كي يمنع
و العار منا قد استهجن نجلسُ في صدره نتربّع
نقتتلُ لأتفه أسباب ٍ و لجلل ٍ لسنا نتجمّع
نلتحف في الليل نحيباً وصباحاً في خوفِنا نقبع
باتت أيامنا مقصلةً نستجدي الموت وما فعفع
للقدس صلاةٌ نهديها فهل فيها نفعٌ ... ينفع
مهلاً يا كل الشعراء فالقدس يوماً لم تركع
لكنها تبكي لفرقتنا لضميرٍ ماتَ أو .. افرنقع
عذراً يا قدسُ ومعذرةً أجراسنا يوماً لن تقرع
ما دمنا نزحف بلسان ٍ أبترَ و الرحمُ يتقطّع
مثل الطاحون بلا خبز صوته كالجمل إذا جعجع
عذراً يا كلَّ الشعراءِ للقدس أصلّي .. و سأركع
إن عادت قبلتنا عدنا حينها أجراسنا .. قد تقرع
وسام الحرفوش
لغة هي لغة القرآن بقلم متولي بصل
لغتي هى لغة القرآن
تأليف / متولي بصل
دمياط - مصر
يا من تسألني عن لغتي
اقرأ حرفا أو حرفين
فحروف اللغة العربية
نور للقلب وللعين
اقرأ واكتب شيئا منها
واعلم أن اللغة كيان!
ألف باء تاء ثاء
جسد من لحم ودماء
ليست أشكالا جوفاء
أو بعض حروف صماء
اللغة العربية فاعلم
قبس من نور الرحمن
لغتي هى لغة القرآن
معجزة نبينا العدنان
كلمات وحروف تُتلى
في كل زمان ومكان
اللغة العربية نور
ذكر وشفاء وبيان
لغتي هى أصلي وتكويني
وعِماد لحياتي وديني
أقرؤها شعرا أو نثرا
فتزكي النفس وتُحييني !
ما أجمل لغتي ولساني !
أدب وكمال وجمال
رددها إن كنت تعاني
وستصبح في أفضل حال
حين أردد جملا منها
أبرأ من كل الأحزان !
لغتي مثل البحر الصافي
فيه اللؤلؤ والمرجان
وحروف اللغة العربية
لا ينكرها أي لسان
تتضوع مسكا عربيا
كزهور وورد البستان !
كل لغات العالم تفنى
أو تحجبها أي غيوم
إلا لغتي ما أجملها
يحفظها الحيُّ القيوم
خالدة كخلود الدهر
لا يأتي عليها النسيان
حمدا لله على نعمه
وعطاياه وهداياه
كم من نعم لا نحصيها
قد أسبغها علينا الله !
أذن تسمع عين تبصر
ولسان يذكر مولاه !
تأليف / متولي بصل
دمياط - مصر
لولا خوفي بقلم خليل الكروان
(لولا خـــــوفي)
لولا خوفي مـــــن قطعك بعـــــــــد وصلي
ولولا انكســــــــار قلبي ونزيــــــــفه الدائم
لأبديت أنــــــــــي أستثنــــــــــــيك دونهم
وأُرسلُ روحي لتلقــــــــــــــــاك مع النسائم
لكـــــــن وجلــــــي والتـــــــــردد لا أُلام به
فإن الملـــــــــــــــوم أدرى به مــــــن اللائم
لمّا أبحت بســـــــــري لمــــــــن كـــــــواني
ما طبـــــــت ومـــــــــا انجلت الغمــــــــائم
لأجل مــــــــن يصن الوفــــــــــــــاء أرتقب
فما عُــــــــــــدت للخـــــــذل أمتلك العزائم
لست أكـــــــــــابر أو مــــــــن الصخر قلبي
إنما أخش علــــــــــى فــــــــــؤادي الهزائم
لك الله يا قلبـــــــــــي تلــــــــــــزم الصمت
وترفـــــــــــض النبـــــــــض وأنت الهــــائم
لن أنهــــــــــــــاك تحظى بفرصــــــة أخرى
فلست مــــــــــــــع اليــــــأس ولا التشــائم
بقلمي ـــــــــــــــ.................ــــــــــــــــــــ
خليل الكروان 🇪🇬
. مالكش عوزه بقلم السيد بدر
رحاب بقلم رابح بوصبيعة
أكتب عنك بقلم محمد كاظم القيصر
مشاعر قزاز (535) بقلم صبري رسلان
سبحان الذي خلقكِ بقلم عَبْد السَّلَام الْخَلِيل
لغة العروبة بقلم د.جميل أحمد شريقي
نجمٌ وحرف بقلم محمد علي الشعار
دخان بقلم يحيى حسين
ينامُ الشوق بقلم سليمان نزال
اقتلوني بقلم أحمدعبدالمجيدأبوطالب
حواء أرسلت سلاما بقلم عبدالواحد الجاسم
متيم بك بقلم زهير القططي
خاطـرة بقلم حمدان حمّودة الوصيّف
ربيع العينان بقلم عبدالواحد الجاسم
سعادتي بقلم قاسم الخالدي
قدّيسة بقلم سيدة بن جازية
على درب الحياة بقلم اسماعيل الشيخ عمر
الأربعاء، 21 ديسمبر 2022
عِنْدَمَا تَلْتَقِي عَيْنِي بِعَيْنِك بقلم سمير تيسير ياغي
حلم يا بنت السلطان بقلم ياسر فؤاد الجدي
..... حلم يا بنت السلطان .....
......................................
عن حزني كانت تتحدث
أنكرت فما في أحزان
لم ألقاها يوما أبدا
أو تلقاني بأي مكان
تغمرني الفرحة من مهدي
من رأسي حتي الأقدام
وسأنكر دوما للأبد
للحق بتلك الأكوان
سأقر لخانق متجبر
متكبر حتي الأذقان
وسأنكر .. سامحني ياربي ...
خالق ومصور ديان
كي أأمن من مكر لقاتل
ولتبقى رأسي بأمان
وسأقلع قلبي من صدري
كي لا يوردني النيران
حتي لا أصبوا لما يبدوا
رباه لخطوات شيطان
أيحق لمثلي أن يعشق
أن جاز فتلك الأحلام
هل أبدوا في حال النائم
أن كنت فأني فرحان
وسعيد بأحلامي هذي
أعشقها عشق الولهان
واقول لمن داخل حلمي
وأراها خلف الأجفان
بالله عليكي أبقيني
ولتبقي بحلمي الرنان
لعقود وقرون طويلة
أبقيني فقط بمنام
لن أطلب أكثر من ذلك
حلم يا بنت السلطان ؟
بقلم .. ياسر فؤاد الجدي
١٠/٩/٢٠١٩
ذاكرة عمري الصغير ٣ بقلم رابح بوصبيعة
=ذاكرة عمري الصغير=
(03)
(رسالة طويلة جدا ودموية جدا إلى صالح..)
كم شعرتُ بالحاجة إلى أغصان الاشجار أن تتحول إلى أدرع تلف لتحتضن جسدي النحيل المنهك، المنهار تماما.. و أن تتحول جذوع الأشجار إلى صدور بأحضان دافئة تضمني وتسلمني من غصن إلى غصن.. وتنقلني بعض مسافات وتقربني من حضن جدتي الحنون وحضن عمتي و أختي الكبرى التي طالما حملتني على ظهرها وتجولت بي في حديقة كوخنا الخضراء الغنية بالعنب، و الخضر والفواكه والبقوليات ...
تمنيت أن تتحول تلك النسائم التي تعبر عبثا فوقي إلى همسات رحمة وشفقة ورعاية، وتهمس لي: يا عزيزي الصغير ماذا فعلوا بك؟ همسة حنان أو لمسة، إن الطبيعة، يا صالح، لا تؤمن بالضياع ولا بالدموع ولا بالشهيق ولا بالعجز العميق.. أنا الذي كنت أعبر هته الطريق كعبور البرق من أعلى أسفل.. أتسلّقُ الاشجار مرة، وهنا آكل حبات الرياحين وهنا الضرو وهنا ساسنو.. وهنا أقفز فوق البرك العكرة، واقطعها خلال نصف ساعة ويمكنني تقليصها إلى النصف، ولم أكن أتصور أن السلّ يتربص بي بعيون نارية حاقدة لا ترحم..
والآن دارت الدنيا عليْ وخذلتني ساقاي وكل مفاصلي التي لم تعد لي بل عادت ندا لي، فمرّ نصف اليوم ولم أقطع بعد نصف المسافة.. إنها مسافة بين حدين لا حد لهما، أو حدين يمتد بينهما ألم، لا توجد لغة في هذا العالم يمنكها وصفه.. ألم أعمق من أعماق جسدي و أكبر و أوسع مني، مسافة تتمدّد كلّها آلما على كل المساحات الممكنة و مثلما أنا أزحف على جانبيّ.. بعدما انهارت قوى مفاصل ذراعي تماما وخيّل إليّ أنني سألقى حتفي من شدة العطش أو يخرج ذئب جائع من بين شجيرات الغابة الكثيفة عبر طرفي الطريق.. ويتناول عنقي المعفرة بالعرق والتراب والعشب وجبة طرية.. مالحة، يتناول الألم كله..
صوتي لم يعد صوتي بل بحّةَ ميتٍ لا يزال يعي أن صوته لا يصل أقصاه شفاهي... لماذا بكيت؟ ولماذا صرخت بكل قواي مناديا جدتي :آيمااااااء وأهدرت قدرة حنجرتي وصدري قبل أن أقترب أكثر و أصبح صوتي مجرد بحة أنفاس مبحوحة.. كم أنا غبي ينخرني المرض والوحدة القاتلة.. لماذا لم أتحمل وانتظر حتى اقترب وأصل أعلى المنحدر ثم أصرخ؟ ربما يسمعوني عندها أو يشعروني في أرواحهم أن شيئا ما هناك في أعلى المنحدر شيئا مؤلما جدا ومفجعا جدا ومسكينا جدا.. يستغيث.بصوت خافت عميق.. كم أنا وحيد بلا أم ولا أب ولا جد ولا جدة، بلارحمة ولا شفقة بلا عطف أو حنان ولا يد تمتد إليّ لتأخذني من هنا.. أنا اليتيم المنبطح الزاحف على هذه الطريق الجبلية الغابية الخالية إلا من كتلة عظامي الهشة المهترئة ينخرها السل بلا رحمة، وروحي التي تتعذب أيضا من ألم القهر والتعذيب (أنت تحتضر، أنت تموت ..إذهب إرحل و مت عند أهلك.. لا نريدك أن تموت هنا) .. ولحمي الذي أصبح مجردَ جلدٍ رقيقٍ يغطيني ويغطي مفاصلي المتورمة كلها.. حتى مفاصل أصابعي أصبحت بارزة جدا كلما نظرت إليها يزداد قهري وشفقتي على حالي ونفسي و تستجيب عيناي بالانهمار العجيب للدموع..
قال لي جدّي أن هناك ربّا خلق هذه الدنيا كلها رحيم.. وعندما ندعوه يستجب لنا فرحتُ أدعوه: عبّني من هنا وحطّني هناك.. وخيّل إلى أن الله لا يعرف الدارجة فرحت أدعوه بالفصحى أن ارفعن من هنا وضعن هناك.. فأنت خلقت العالم بكلمة, جدي قال لي ذلك، أنك قادر على فعل أي شيء فقط بالكلمات، ولن أطلب شيئا آخر ولن أتطفل عليك.. فأنت لديك الكثير من الناس والمخلوقات الأهم مني الذين يلبسون لباسا غير مرقع و أحذية غير مطاطية عفنة.. دعوته بكل الكلمات المتيرة للشفقة والتي تعلمتها من الكتب.. لكن الله لم يأبه لحالي وربما أنا لم أستطع أن أصف له حالتي المزرية وهو يظن أنني وأنا أزحف على هذه الطريق المحجرة المخددة القاسية.. مجرد مشاكسة طفل صغير يلعب.. حاولتُ أن أرفع وجهي إلى السماء حتى يرى دموعي فيحسُّ بي فيشفق قليلا علي ويلقي كلمة تنقلني، لكن عنقي انهكت تماما ومفاصيلها قد تهشمت هي الأخرى وأصبح جبيني بمثابة قدم لي أستعين بها في تقدمي بعض السنتيمات.. ثم شعرت أن الله لم يمرض أبدا.. أبدا.. أبدا.. أبدا.. ولم يشعر بالقهر أبدا والألام القاتلة أبداً أبدا والعجز القاتل لهذا لن يشعر بي وعلي أن أصل قبل نزول الظلام أو المطر إلى الذين سيهمهم أمري و سيرحمون ويعطفون و يرعون بكل ما أوتوا من قوة فهم بشر مثلي و أنا دمهم ولحمهم فلن أزيد آلامي بطلب المساعدة والرحمة من إله يسكن السماء لم يعرف يوما الألم في قدميه..
لو يعبر أحد من هنا كيف سأقف و أتظاهر أني بخير .. لم أرغب أن يشاهدني أحد على تلك الحال ولدٌ زاحفٌ بلا أهلٍ، لستُ في حاجة لشفقة أحد من الناس.. اشفقي أنت ايتها الأرض، أيها التراب أيتها البرك المائية أيتها الأحجار اشفقي. و اشعري بهذا المسكين العاجز الكسيح ولا أريد شفقة بشر.. نظرة شفقة واستغراب لا أريد..
لا يوجد شيء في الطريق لم أدعه ولم استعطفه، الأحجار فالناس في الجاهلية كانوا بعبدونها والآن ها أنا أعبدها و أدعوها واستعطفها ولا يهم لو أدخل النار فيما بعد فقط لو تستجيب و تحملني إلى داري البعيدة جدا.. أيها الحجر الأملس الصغير ساعدني على الوقوف والمشي اذهب عني هذا الألم وهذا العجز.. او احملن ها أنا امسكك ترفق فقط واسحبني قليلا.. قليلا فقط .. بلا رحمة كان الصمت قاسيا وعميقا وواسعا ومنتشرا.. والمسافة الأكثر قساوة لا تنطوي أبدا..
حتى أشجار البلوط الصديقة التي طالما تسلقتها والتي تقف متراصفة على جانبي طول الطريق لم تنحن لترفعني من ذراعي الموشكتين على الاهتراء لتسلمني لشجرة أخرى وأخرى لأخرى حتى تضعني البلوطة الأخيرة الأقرب أمام كوخنا الحنون، طيلة حياة عمري الصغير كنت أعتقد أننا يمكن نصادق الأشجار و أنا مستلق تحت ظلها في حر فصول الصيف.. في ذلك اليوم اختفت الرحمة عن الأرض وانقرض الحنان.. وصارت الدنيا كلها بلا قلب و بلا أمهات.. كلها صماء.. عمياء وحتى أنت يا صالح لم يكن لك وجود.. على الأقل لتمد يدك و تساعد ذلك الجسد النحيل وتجره وارءك على الأرض.. أو تجري الى هناك ليموت عند أهله.
لا أحد يسطيع البكاء طول اليوم إلا عمري الصغير، الذي لم يتبق فيه شيء ليعصره دموعا.. لا أحد سواي في هذا العالم الذي لا يرحم أحدا..
وانا أزحف على بطني، دخل في عيني اليمنى عود من شجرة ريحان.. آلمني جدا و أكملت الزحف الأكثر تثاقلا في اي انتقال بشري على الاطلاق، بعين واحدة وبلا قدمين وبلا ذراعين واصلتُ زحفي على ظهري و صدري وانقلب تارة على جانبي الأيمن و تارة على الأيسر...
أنا المطليّ المعفّر بالتراب والطين لا أستطيع أن أقول من رأسي إلى قدمي... فالواقفون فقط، و القادرون على الجلوس والمشي يحق لهم قول ذلك.. أنا مطلي من أمامي إلى خلفي، أمامي رأسي وخلفي قدماي الميتان تماما والمؤلمان حد الموت بالكاد أتقبلهما و أنا عاجز حتى على سحبهما خلفي..
هل تعرف يا صالح لماذا لم أستسلم ولم أترك بقايا جسدي للضياع والموت لأنياب الدئاب والضباع والكلاب المتشردة والقطط الجبلية ألما و عطشا؟ لم يقدر جسدي العليل على الشعور بالجوع حتى، فقط العطش فكل مياه جسدي سالت كلها دموعاً وعرقاً
لم استسلم لأني كنت ارى وجه جدتي و أسمع صوتها و أخيرا سأترك كلّي بين ذراعيها الرحمين و أموت.. وجه جدتي الرحمة الوحيدة التي أطلت من نافذة في السماء..
هل تعلم أننا عندما نكبر. ونصبح رجالا راشدين لا نتمكن أبدا من البكاء لا نعود قادرين مهما حاولنا أن نفرغ ما في صدورنا المثقلة بالأسى و أحزان العمر على ذرف الدموع، ربما لأنها غالية جدا عندنا نحن الذكور.. لكن بالنسبة لي كلما رغبت في البكاء و استعصى .. أتذكر عمري الصغير وتلك الطريق طريق الإباء فأصير طفلا صغيرا تنهمر الدموع وتبلل وجهه وجهي و تتورم عيناي في عينيه و أنام تاركا رأسي على الوسادة المبللة المضمخة برائحة الملح، تلك الدموع الباردة المؤلمة جدا..
أتعرف يا صالح أن أقبح شيء في الوجود؟ أقبح شيء في حياة المرء هو أن تكون لك خالة.. ما أتفه الخالات و ما أحقرهن كأنهن ولدن ليكونن عاهرات حقيرات قبيحات.. لينتقمن من وجودك كبشر قابل للعيش في الجحيم ليكونن صورة مجسدة للحقارة والقذارة والشر. يستكثرن ذلك الحيز الصغير الذي تشغله قدماك الصغيرتان على هذه الأرض ولو حتى في الجحيم ..
لا تستحق الخالات أن يلدن أطفالا
لا يستحقن أن يكون لهن مفاصل و عظام، لا يستحقن هبة الوقوف والمشي على قدمين..
هل رأيتني يوما يا صالح في حياتك كلها أحمل فاكهة اسمها كاسم خالتك؟
مرهم النيفلوريل، ذاكرة النيفلوريل..
ذكريات الألم والقهر عديم الرحمة، و ذكريات الشلل الموجع والمشقة والبكاء الطويل
يتبع
...../.....
بقلم: رابح بوصبيعة
ذاكرة عمري الصغير ٢ بقلم رابح بوصبيعة
-- ذاكرة عمري الصغير--
(02)
(رسالةٌ طويلةٌ جدا ودموية جدا إلى صالح)
أتعرف يا صالح? إني أعرف أنك لن تستطيع التفوه بكلمة واحدة بعد قراءة رسالتي هذه.. و أنك ستشك في كل العواطف والمشاعر التي تحكم أفراد العائلة الواحدة، حين تعيش مع فرد تجهل ما حل به من فرد آخر، ستختلط مشاعرك..بمشاعر الذنوب ولن تفرق حينها بين الحب والكره.. بين الرحمة والقسوة،،سوف لن تبقى بشرا، آدميا ولو للحظات... وأن القراء الأعزاء الذين سيقرؤونها أيضا وتصلهم هته النسمات شهقات السنين الطويلة و دموع الحرمان والقهر الطويل، فإنهم لن يستطيعوا التفوه أيضا بكلمة واحدة .. وأيضا لن يستطيعوا حتى التعبير. عن مدى إعجابهم بها.. فلا أحد يستطيع أن يعجب بالألم والأسى والدموع .. كما أنهم مثلك تماما لن يستطيعوا حتى ذكرها فيما بينهم ولو كتعبير عن شيء غير قابل للوصف كل الناس يخفون عذاباتهم و دموعهم عن الآخرين.. فرسالتي غير القابلة للرد عليها.. ليست مجرد كلمات كتبها أحد في لحظة من لحظات التذكر والوجوم.. إنها عمر وجيل غير مألوف من الظلم والأسى، والحزن..
في عمري الشاب أرسلت قصيدة شعر إلى الإذاعة الجهوية بقسنطينة كانت تبث على الثانية صباحا برنامج شواطيء الانعتاق .. وكان صوت المذيع.. يعبر ليالي الربوع عبر الأثير مغردا هامسا: ماذا قدمت لنا عروس البحر؟ إنها محاولة للأخ الشاب.. ماذا عساني أقول لك يا أيها الأخ السيد أكتب القصيدة العمودية ثم بعدها قل ما شئت.. فقصيدتك من النوع النثري رغم روعة كلماتها إلا أنه بجب عليك كتابة الشعر الموزون لقد قرأت لك على صفحات الجرائد والمجلات الوطنية.. اكتب الموزون ثم بعدها قل ما شئت.. أرأيت طفلا يكبر دون أن يكبر؟ أرأيت طفلا يولد مباشرة في العشرين من عمره؟ يا أيها الأخ الشاب أكتب القصيدة العمودية ثم بعدها قل ماشئت ومرحبا بمحاولاتك دائما قلما على الدرب، وتذكر كلامي هذا أنه وبفضل مجهودك ستكون من الذين إذا نطقت، سكت الآخرون...
و سكت صوت المذيع.. و سمعت صوت هدير أمواج البحر و غزت قشعريرة جسدي.. كيف سأرد عليك أيها المذيع المعتوه؟ من يعتقد نفسه هذه إهانة لي لماذا أرسلت له أفضل ماكتبت ليرميها في سلة المهملات؟ من قال لك أني لا أجيد كتابة الشعر الموزون أو القصيدة العمودية أيها المتعجرف؟.. إنه عصر الحداثة و التحرر من القيود والقطيعة مع الماضي أيها الغبي المتخلف .. تلك القصائد بناتي العزيزات نبضاتي وجودي وروحي التواقة إلى الانعتاق.. حياتي كلها.. إنها الحب الطاهر العفيف..كيف لا تقرأ هذه الكلمات الصافية المتلألئة؟
رحلت من سماي
من أفقي الهارب
ودمعتي الهاربة
تذكرتك يوما
وفرّت دموعي إليك
إلى بسمة مهاجرة
عانقتك..
وعانقت بقايا الهمسات
على أرصفة الأشواق
في مثل هذا الليل
وهذا الانتهاء..
رأيتك..
على متن بسمة عابرة
مهاجرة
جاثمة على محيا القمر
في ليلة دهماء
تطلب الضياء
من عينيك
من شفتيك
انتظرتك
وامتد حنيني إليك
عبر رسالة كتبتها
وصورة رسمتها..
.......
أيها الشاعر المعتوه إني أنا الطفل الذي يكبر دون أن يكبر، أنا من ولد مباشرة في العشرين من عمره فمن أعطاك هذا الحق في إنكار ما لم تعرفه أو تعشه؟ أيها الشاعر المعتوه الذي عاش حياته كلها مدللا ماذا تعرف أنت عن الطفولة..؟ وعن كيف يكبر الأطفال عندنا؟ لكنك أنصفت وقلت أني وبفضل مجهودي سأكون إذا نطقت سكت الآخرون وهذا كان عزائي في تلك الليلة المليئة بالخيبات كلها.. وتذكرت عمري الصغير الذي لا يعرف عنه المذيع شيئا فانفجرت عيناي شلالا منهمرا بالدموع .. لا تعرف الدموع يا أيها الشاعر المعتوه، ولا تعرف عمري الصغير..
يتبع
..../....
بقلم: رابح بوصبيعة
لملم حروف اسمي بقلم فلاح مرعي
لملم حروف اسمي
وكتبني في دفتر اشعارك
قصيدة غزل
تخير اجمل العبارت
والجمل
ردد كلماتها اسمعنيها
هات ما فيها
من غرام وهيام وغزل
شنف بها مسامعي
حرك مشاعري اشعرني
أني لك السكون والسكن
أخرجني من عزلتي والملل
اشقنهي ازفرني مع انفاسك
اشعرني أني منك وفيك
لم أزل
فرحي وحزني وبقية أمل
لملم آهاتي زفراتي
غضبي عنفواني هدوءي
سكوني ثورتي
احتويني وكن لي السكن
فلاح مرعي
فلسطين
في رحلة قطار بقلم خالد حداد
كيف يا سيدتي بقلم أنور مغنية
دع الدنيا بقلم قاسم الخالدي
إِبن العُروبَة بقلم سليمان كامل
من عينك بيطل النور بقلم جرجس لفلوف
همسات زجل بقلم جرجس لفلوف
همسات زجل...
من عينك بيطل النور
ومن وجهك نقطف وردات
ومن صدرك نتنشق حب
ومن تمك نسمع كلمات
والحب بقلبك مدفون
لا تنسي ست الستات
............................
عنا في قهوة مرة
مطبوخة عا نار اللوعة
حرقوا النار وهدوا الدار
وسرقونا نحنا والجار
صرنا ندور عالسارق
والسارق جوا القلعة
.............................
عالبال يا رايحة عالعين
وحاملة عكتافك جرتين
عالبال ياعصفورة النهرين
ناطرك من قبل شهرين
جيبي جرارك من هالعين
.......................
جرجس لفلوف سورية
شتاء الفقراء بقلم حسين حطاب
تراتيل الضوء بقلم سليمان نزال
مشاركة مميزة
تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي
تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...