العِشْقِ الْأَبَدِيّ
____________
تَسْأَلُنِي عَنْك كُلّ الْفُصُول وَالْمَوَاسِم
تُخَاطِبْنِي تحاورني الْعُيُون وَالْقُلُوب
أَرْسَلْت لَك نداءات عِدَّة تَحْكِي لَوْعَة
الِانْتِظَار وَقِصَّة عَشِق لَا تَنْتَهِي
وَمَا زِلْتُ فِي الانتظار علني أَلْمَح منك
نَظَرِه لامِعَة فِي لَحَظَاتٍ عَشِق عَطْشَى
لَيْتَهَا تَرْوِي ظمأي واشتياقي علها تَرْوِي
ظَمَأ زُهْرَة لُوتِس فِي جَزَر مُوحِشَة
ينْحَدِر مِنْهَا شَلّال مَوَاسِم عزلتي
لِيَعْلُو صَوْتًا يناغم أمَال قَلْبِي الْمُنْكَسِر
اسْتَعَرْتُ مِنْ حَبْر أَوْرَاقِي مَطَرًا لعيوني
ليطْفِئُ بُرْكَانَ الْعُنْفُوَانِ يحْمِلُ مَعَه رغْبَة
جامحة علها تَحَرَّر وَجَع عاشقة
أَلْقَى اللَّيْل بِحُزْنِه الثَّقِيل عَلَيْهَا
رَغِم كُلّ الْمَسَافَات والحواجز إلَّا أَنَّهَا تُفْتَحُ نَوَافِذ أَمَل مُتَرَبِّعٌ فِي حَدَائِق الْأُرْجُوَان
وَمَا زِلْتُ يَا معذبي أُقِيم صَلَاة الْغَرَام
فِي مَعابِد غُرْبَتي أَيُّهَا العَاشِق الْمُتَرَبِّع
عَلَى عَرْشِ أَحْلاَمِي وامنياتي يَامَن لِأَجْلِك أَقَمْت كُلّ طقوس الْعِشْق وَالْغَرَام
بَيْن ضَجِيجَ النَّاسِ وقهقهات الْأَطْفَال
يسرقني حُبُّك خِلْسَة مِنْ بَيْنِ رُكام
السِّنِينَ وَالْأَيَّامِ ؛ لَيُخْبِرَنِّي إنَّنِي سِرّ سَعَادَتَك
عِطْرِك الْإِخَاذ... جَنَّتِك...حُبُّك الْأَبَدِيّ...وَالنُّور الَّذِي يُنِير عتمتك كَمْ مَرَّةً ناجيتك كَمْ مَرَّةً أَخْبَرَتْنِي بِأَنَّنِي قمرك الَّذِي يُنِير حَيَاتِك
ونجماتك الَّتِي نُقِشَت عَلَيْهَا حُرُوف اسْمِي وتدور حَوْل مجراتك ؛
دَعْنِي اسرح بمخيلتي نَحْوَك واعانق لَهْفتِي بَيْن احضانك وارتوي مِنْ نَهْرٍ حُبُّك الْأَبَدِيّ
دَعْنِي يَا ملهمي اتذوق شَهِد أَيَّامِك
اسابق قِطَار حكاياتي وَأَبْحَث
عَنْ ذَلِكَ الطِّفْل التَّائِهُ فِي بُحُورِ عَيْنَيْك
لاغزو مُدَن مملكتك وَاتْرُك فراشات
رُوحِي الملتهبة تُخَاطَب قَطَرَات الْمَطَر
الناعسه والمتساقطة...
اااه يَا حلوتي لَيْت ضَجِيج قَلَمِي
يَلْتَفّ حَوْل خصرك...
أُحَاوِل الْهُرُوب مِنْه...
لَكِن تفاصيلك الْوَعِرَة تُعِيدَنِي
إلَى احضانك لَا تسأليني يَا ملهمتي
لِمَا اسكنتك قَلْبِي ووجداني
دَعِينِي اعانق نَسِيم عِطْرِك وَاتْرُك ذَلِكَ الْمُسَاءِ مَرْمِيًّا بَيْن جُدْرَان الصَّمْت والسهاد
أَوْقَفْت نَوْمِي...
وَهَا أَنَا أَقِف عِنْد أَسْوار مدنك وَأَقْدَم قرابين الْوَصْل...
وَفِي لَيْلَةِ هَادِئة تُجِرْنِي افكاري
نَحْو أُغْنِيَّة كُنَّا نسمعها مَعًا
وتعيدني وِسَادَتِي وقصائدي
إلَى لَحَظَات اللِّقَاء اترجل نَحْو نَافِذَتِي الصَّغِيرَة اِسْتَرَقَ النَّظَرَ ؛
مَحْمَلا لَوْعَة واشتياق لِرُؤْيَة وَجْهَك الْجَمِيل
لَكِن توقفني ابوابك الموصدة
وَتَرْمِيَنِي فِي مَنْفَى غُرْبَتي
بَيْن زخات الْمَطَر ورجفة قَلْب
انْتَظَر مَوْعِد الصُّبْح
أَلَيْس الصُّبْح بِقَرِيب
مُحَاوِلا مُراوَغَة الْوَقْت لاتسلل فَوْق غيماتي
الْمَسّ شَغَفِي إلَيْك ،
اِقْتَرَب وَدَع الْخَوْف يَمْضِي
وتخبأ بَيْن ثَنَايَا نداءات اللَّيْل
ذَات شُجون وَهَذَيَانٍ
دَعْ عَنْك الْغُيَّاب وَالْهَجْر يُبَعْثَر حَبَّات
محبرتي وَيَلَمْلَم كتاباتي الْمُبَعْثَرَة
وَبَقَايَا عِشْقِي الْأَبَدِيّ عِنْدَئِذ تتعانق حروفي
لتعلن نِهَايَةٌ قِصَّة عَشِق بَاتَتْ فِي طَيِّ النِّسْيَان
__________________
أَسْمَاء جُمُعَة الطَّائِيّ