القصر الحصين:
ماذا يفيد القتل لو عم السلام
عبث هنا عبث هناك على الدوام
دنيا الدماء وقد جرت في روضنا
هتكت رياضا قد غدت وسط الحطام
بشر يموت بدون خصلة زارع
يجني على عيش تمرغ بالرغام
ويظن في قتل البرية مكسبا
كم ظالم نفس يعيش على الظلام
هل حقق الغر العليم مكاسبا
غير الهواء يهب في وسط المقام
تبقى الحروب اداة ضعف غائر
حتى وان هدمت مئات من خيام
فالحرب لن تغني مسافر قد يرى
ان الخلاص في موت من فقد الزمام
والنصر لن يأتي بضربة سيفه
حتى ولو ضعف القعود على القيام
تبقى الغصاصة نارها في رمادها
حتى ولو فاتت سنين على الخصام
لابد يوما ان يزند ثأرها
تاتي على كل المعابد في الختام
فالسلم اذكى من حروب قد مضت
اعطى الحياة لكل روح في سلام
هل ينفع القتل الذي به قد مشى
عربيد دار ماجنى غير الوصام
وتلطخت بالقتل روحه وانتهى
بين المزابل غائصا وسط الجدام
ان الامور إذا جرت وبحكمة
تعطي الضياء وكل شئ في التئام
اما الحروب فما جنت من نارها
غير البذور بذور غل وانتقام
اني اخاطب من يريد مزية
او ماكفاه من الحياة من الفطام
حتى يسير بخطوه لا يرعوى
حق الحياة وما الحياة سوى ائتلام…
اف لصلف غادر عشق الدماء
كي يرتوي منها المكاره في الصدام
هل عاد يوما للحقيقة كي يرى
ان التقاتل ليس يجني سوى السهام
والعدل دار قد ثقيه من الأذى
مادام يمشي في الطريق بلا ارتطام
ان كان يجهل في الحياة مقامه
فالدرس يأتي وكم افاق من النيام
هلا يفيق وقد تدارك وقته
من قبل ان تأتي الزوابع من ضرام
اذ ذاك يعلم ان حلمه انقضى
وسط الهزائم بين الاف الجثام
ماذا جنى من بطش ذات خرابه
غير الخراب لعمري امره في سقام
من يزرع الموت اداة بقاءه
لابد يوما ان يموت بلا اهتمام
ويصير في دنيا السراب وماجنى
غير السراب وموته موت اللئام
فالسلم في دنيا الفواجع راحة
والحرب في دنيا الغلابة انهزام
هلا تفيق من الضلال وتهتدي
لطريق نور كي تعيش على الوئام
اذ ذاك تبني على السلام قصورك
مااحصن القصر الذي يبنى بسلام…..
زين المصطفى بلمختار الجديدي