#ظلم_سيلا
الحلقة الثامنة :
وقفت سيلا في تلك الأمسية
مطولاً أمام المرآة لتغرق في ملامحها التى لم تكرهها يوماً بل إنها لم تشعر أنها قليلة الجمال بل وترى نفسها عادية وجمالها بثقتها بنفسها وربها الذي خلقها في احسن صورة وهو الأعلم بما يناسبها و إن دمامة خلقتها لربما خير كبير لا يعلمه إلا هو وإن رضاها بهذا يزيدها إشراقاً .
كانت تترقب حضور السكان في هذه الأمسية لأخذ قصاصها منهم
فتأملت المكان برهةً وهي ترى بعض الزينة أمام الباب و التغيرات التي استغربت لها
كانت تنتظر وتتأمل أن يجتمع الجميع أمام مدخل الباب وهم يترقبون عقابها بكل قلق وخوف .
تأمل أن تراهم يتأملون وهم في حيرة من أمرهم ويتساءلون في أنفسهم عن حجم العقاب الذي ينتظرهم..
وما لفت انتباهها خروج ليث مسرعاً الأمر الذي زاد في حيرتها
فاتجهت لتسأل أم ليث فوجدتها منشغلة بالمطبخ في صنع بعض الحلوى واستهجنت لصمتها المريب؛ و هنا خرجت سيلا واتجهت إلى الغابة حيث استقبلتها الحيوانات بكل حب ما جعل صدرها ينشرح وزادها إيماناً بأن الله يحبها ..،
استطاع ليث أن يعد خطته مع أهالي القرية ووالدته فالجميع على قدم وساق يحضرون لحفله كبيرة لأجل سيلا فرغم الحزن الذي لامس قلوب أهل القرية ورعبهم من تهديدات سيلا
إلا أن سماحة ليث و ذكائه
جعل العقاب منحة و فرحةً لا توصف في تاريخ تلك القرية ..
وبعدما اتجه ليث ليخبر والدته بأن كل شيء بخير و الكل سعيد ومتلهف
اخرج علبة مجوهرات من جيبه
متنحنحاً : مارايك يا أم ليث ؟
نظرت إليها مطولاً والدموع تنزل لااراديا وهل يعلو على ذوقك ذوق يا سيد الأذواق ثم ضمته ضمةً أرادت من خلالها أن
تغسل كل الظلم الذي عاشه مع قلوب متحجرة..
(كن ذا نية صادقة فلن تُنجيك إلا نيتك )
عاش ليث حياة بائسة لعدة سنوات وكم من محاولة ليعيد حياته لكن كل محاولات والدته قُوبلت بالرفض الشديد..
وقد بجعل الله لنا في التأخير والصبر ما لا نتوقعه فتزهر الحياة في قلب ليث رغم قتامتها لسنوات وتمضى الأيام والسنوات العجاف التي كانت بلا أمل ....
يتجه بفرحة قلبه إلى أعماق الغابة مزلزلاً إياها بصدى صوته
وهو ينادي على سيلا التي وجدها في عمق الأدغال محاطة ببعض أصدقائها واحبائها من الحيوانات
فنسج من تلك الحيوانات شهوداً على حبه لها ويمضي كما يمضي الرجال .
هل تقبلين بي زوجاً يا سيلا ؟
إنني أعترف لك أمام احبائك وأحب من أحببت إلى قلبك أن روحي سكنت لروحك وأنست بوحودك فهل تكملين عمرك المتبقي في حضرة روحي التي تيمت بك ؟.
هنا يقف الزمن ويتلعثم لسانها وتبحر عيناها في مقلتيه دون أن تجيب فيعيد الطلب من حضرة زعيم الغابة فتضحك سيلا من طريقته وتنشرح من نقاء روحه وافتضاح سريرته وتصرخ الحيونات فرحاً لضحكاتها التي تطرب المكان ويضحك ليث لضحك الجميع
ويرسم الموقف أجمل ما تمنت سيلا أن تعيشه وهنا تطأطىء سيلا رأسها خجلاً وفرحاً وتتجه إلى القصر تاركتة إياه في الغابة
وكانت تتسارع خطاها باتجاه والدته لتخبرها بالأمر ،
كانت والدت ليث تحضر شيئاً ما في الخفاء إلى أن نادتها سيلا
هل تعلمين يا امي أني سعيدة اليوم ؟!
قالت : نعم أعلم
ستأخدين حقك يا حبيبتي
قالت بل انني اليوم أخدت كل حقوقي ألم يخبرك ليث
فضمتها إليها وقالت : كيف لا وأنا أنتظر هذه اللحظة منذ زمن !!.
هنا وفي نفس اللحظة تعلو الأصوات باسم سيلا فتوجهت إلى صدى الأصوات التي تنبعث بخطوات متسارعة حيث وجدت كل أهالي القرية مجتمعين بالشموع والزغاريد وليث يتوسطهم في حفل بهيج
حيث أعلن ليث أمام والدته والجميع رغبه بالزواج من سيلا التي كانت منبهرة ومذهولة
من المفاجأة فبكت فرحاً ...
مضت أعوام و أعوام على هذه القصة وهاهي سيلا مع زوجها ليث وهدايا من الله بنات وبنين كأنهم البدور فرغم مكانته الاجتماعية و مشلريعه وأعماله لم يترك القرية تحقيقاً لرغبة سيلا وتوازنها نفسي فسيلا تقصد دائماً الغابة لأنها أحب الأماكن إليها بعد ليث وأولادها .
من قال أن جمال المظهر أو المال سر السعادة ومن قال ان الظلم
يبقى يطفو فوق الماء ؟!!!
إنما يبتلي الله عباده المؤمنين
ولن يثمر إلا الخير
ولن ينجي إلا الصبر
و الجزاء من جنس العمل
و هاهي العجوز سيلا لازالت تجتمع كل صباح مع الحيونات
ليتفقدوها وتتفقدهم .
انتهت بعون الله