جرحي
من البحر الكامل
بقلمي : سليم بابللي
-----------------------
جُرحي يُكابِرُ في الأنينِ و ينزفُ
في أيِّ طُنبورٍ لِصُمٍّ يَعزِفُ
العينُ تُظهِرُ للعيونِ صلابةً
و الدَّمعُ مِنْ عينِ المرارةِ يَذرِفُ
حَسَناً تَرَفَّعَ عن عِتابٍ أَجْوَفٍ
و بَدا كَمَنْ في طبعِهم لا يَعرِفُ
القُربُ أقربُ للعداوةِ عندما
يأتي أوانُ إغاثةٍ لا يُسعِفُ
ما قيمةُ الأقوالِ في ساحِ الوغى
كم قائلٍ أفضى بما لا يَهدِفُ
في الساحِ أقوالٌ تُصانُ لأهلها
في السّاحِ فعلٌ لا لسانٌ يهتِفُ
في حانةِ الأتباعِ يَرتَعُ ماجِناً
و شظى جحيمُ الحقدِ أهلاً يقصِفُ
عِندَ الفضائِلِ مُمْسِكٌ و مُقَصِّرٌ
و بِلا حَسيبٍ في الخبائِثِ يُسرفُ
و يَحِنُّ أصلُ المرءِ مأسورَ الهوى
خيراً و شراً للقرائِنِ يَردِفُ
عَبَثاً يُبَدِّدُ جُهدَهُ في حَسرةٍ
مهما سعى وجهَ الحقيقَةِ يَحرِفُ
لا بُدَّ أن يُسقى بيومٍ ما سقى
و مرارةَ الإحباطِ يوماً يَقطِفُ
أينَ الغرابةُ إِنْ خَلَوا مِنْ ساحِنا
كُلٌّ على حَسَبِ الطبائِعِ يعطِفُ
حتى الذِّئابُ تَنوءُ عن أفعالِهِم
لونَ الحياةِ مِنَ البراعِمِ تَخطِفُ
مَنْ قالَ قد بَرِأت يداهُ إذا نأى؟
فالنأيُ جُرمٌ و الشرائع توصِفُ
حتماً سيلقى في القَصاصِ لما طغى
فالدّهرُ ما دارَت رَحاهُ سينصفُ
و يَميزُ مَنْ رَصَّ الصّفوفَ بَسالةً
في النائباتِ غداً عُراهُ سَتكشِفُ
مَن ناصَرَ الأوغادَ كانَ مُغَفلاً
فالحقُّ ما جاءَ البواطِلَ يَنسِفُ
لا تيأسنَّ إذا طَغَتْ همروجَةٌ
وسعى سماجٌ للأماكِنِ يورِفُ
مهما يَدومُ الظِّلُّ يبقى عاجِزاً
صبغَ التُّرابِ و أَيَّ جِلدٍ يَخصِفُ