إبحث لحياتك عن معنى
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست السنين سوى أرقام من صنع البشر ...
لا يمكن ان نتمنى من السنين ان تكون أفضل ...
ليس الناس سوى محطات على دروب المشاوير ...
وليست المشاوير سوى أوقات من أعمار البشر ...
الإنجازات هي التي تعطي القيمة للزمن ...
حاول انت ان تكون الأفضل في العام القادم ...
ولا تنتظر من العام القادم ان يكون الأفضل ..
الوقت هو أثمن ما يملك الإنسان ...
لكنه قيمة مهدورة عند أغلبية الناس ...
التوقيت الصحيح هو الذي يعطي القيمة للزمن ...
نقترب من السعادة بقدر ما نقترب من الانسجام بين الوقت والقرار ....
نحن لا نملك من الوقت سوى اللحظة الحالية ...
ليست اللحظة سوى وهج نار ...
ليست اللحظة سوى قطار ...
أنت من يختار اللحظة ...
أنت من يختار الوهج ...
وأنت من يختار القطار ....
القطار هو الطريق وهو المشوار ....
وليس العمر سوى محطات ...
أنت من يختار الركوب والنزول ....
ولا يفصلك سوى لحظة عن القرار ....
لا يُقاس العمر بعدد السنين ...
العمر يُقاس بعدد القرارات ...
العمر يُقاس بعدد اللحظات ...
التي نقترب فيها من المغامرة ونتحدَّى الظروف ...
العمر يُقاس باللحظات التي نطلع فيها عن العادي والمألوف ...
ونخلع فيها رداء القلق والحيرة والعزوف ...
ونرفرف فيها بحرية ...
إلى حيث تأخذنا أجنحة المحبة والطهارة والنقاء المعروف ...
لكي نصل إلى جوهر الحياة ...
علينا أن نختبر لمسات الخطايا والنوائب ...
وننفض عن ضمائرنا الشكوك والشوائب ...
الأحجار الكريمة في الأعماق مع الرواسب ..
الإنسان الذي لا يغوص الى أعماق الروح ...
هو الذي يرتدي التعابير الزائفة ...
ويستعير من الصيف ...
ملابس الشتاء ...
يعيش مثل الضيف ...
لا يشعر بشفافية الروح ...
ولا بدفء الطيف.
نختبر صلابة المعادن من درجات الحرارة ...
ونختبر نقاوة الأرواح من درجات المرارة ...
ما بين الحرارة والمرارة تطفو تنهيدات السكارى ...
تحكي أسرار النشوة للقلوب الحيارى ...
وتواسي في العشق الأرواح السهارى ...
تلملم نجوم الليل وترسم الأقمار ...
تسحب خصلات الفجر وترميها على جبين النهار ...
تطرِّز خدود الوردات بحبات الندى وتزِّين ضفاف الأنهار...
لا تبحث عن العتمة على جبين الضوء ...
وحين يتسلل الليل الى وجدان الأشجار ...
انسج من خاصرة الشمس شالاً للعتمة ...
ولفلف بالبهجة والفرح كل لحظة من لحظات العام القادم ...
واقطف في كل لحظة وردة من ربيع العمر ...
وانهل من شذا الورد عبير الدهر ...
ولا تكن على ماضي العمر ...
المقهور النادم ...
إجعل من كل لحظة حياة ...
ولادة لك جديدة ...
أنت من يرسم فيها اللحظات السعيدة ...
وأنت من يختار النغم ويختار التغريدة ...
وأنت من يجعل عصافير الصباح تحتار ...
كلما طارت بالقرب منك صامتة في الليل ...
ولا تدري أن روحك هي التي تزقزق مثل العصافير .
وهي التي تعلن الفجر قبل الفجر ...
وتمسح من عيون الليل دموع القهر ...
وتعطي للحياة المعنى الكبير …