الأحد، 28 نوفمبر 2021

التنمية المستدامةجذور إشملاليلت وحلول 16 بقلم رماز الأعرج

 تحية عطرة مفعمة بالأمل والتقدم نحو الأهداف السامية 

(التنمية المستدامة , جذور إشكاليات وحلول)  (المحاضرة 16 )

رماز الأعرج ,, مركز  *سديم* الدولي للدراسات الفلسفية ولانسانية , 

ز : بطلان نظريات الحروب جميعها وفشلها 

طال الجدل في تاريخ الفلسفة حول هذا الأمر الشائك والمعقد منذ نشؤ البنية السياسية والنظام الإمبراطوري السومري القديم والجيوش ,  وما زال الجدل عالقا حتى اليوم ويعلوا غباره , وهذا له علاقة بالأيدولوجيا العالمية الحديثة والمعاصرة ومسار تطورها وتصاعد مصالح القوى  الكبرى المسيطرة على اقتصاد العالم .

والحرب كظاهرة اجتماعية مستدامة منذ نشؤ الإمبراطوريات الأولى القديمة بحسب التاريخ المكتوب , ومنذ بداية هذا التاريخ الموروث وبحسب علم الآثار هذا التاريخ مشحون بالحروب , بل لو دققنا به سنجده عبارة عن قصص حربية ومعارك وصراعات متواصلة تخللها فترات استقرار نسبي , ولكن ليس توقف كلي للحروب , وفي غالبية فترات السلم كان الإعداد للحرب يشكل الهاجس الأساسي للنظام السياسي , وما أن تنموا مصالح نظام سياسي ما حتى يدع العدة ليغزو المناطق المحيطة ويضمها لسيطرته ونفوذه ويخضعها .

لذلك كثر الجدل الفلسفي حول الحروب وأسبابها ومبرراتها , ودورها في صناعة التاريخ والبناء والحضارات , وأنقسم الفلاسفة منذ البداية حول هذا الأمر , فريقا منهم كان مرتزق وشبه تابع للنظام ومؤيد له بلا مواربة , ومن بينهم مؤرخين أيضا , وقلما تجد فيلسوف محايد في رؤيته لموضوع الحروب عبر تاريخ الفلسفة , وغالبيتهم أدلوا دلوهم في هذا الميدان وقدم رؤيته , وبخصوص المؤرخين فغالبتهم كانوا من أتباع السلاطين والحكام , وجميعنا يعرف أن المنتصر هو من يكتب التاريخ , والنخب التابعة لهذا المنتصر من مفكرين مثقفين ومؤرخين وغيرهم من يكتبوا التاريخ في جميع العصور , وقلما وصلتنا قطع أثرية معارضة لنظام الحكم , وهي نادرة جدا .

عصر النهضة الأوروبي 

ومع تبلور معالم ما سمي بعصر النهضة الأوروبي ظهرت الكثير من النظريات الفلسفية والمنظرين الذين انقسموا أيضا بين مدافع عن الحروب ومعارض لها , ومن الطبيعي أن كل معارض للحروب بشكل عام أن يكون معارض لنظام السلطة والحكمة , وأنظمة الحكم القديمة والحديثة جميعها تقوم على مبدأ القوة والسيطرة بالأساس , ولجاهزية الدائمة للردع الفوري لأي خروج عن القوانين , أو تعرض مصالح البلاد مثلا للخطر أو الاعتداء ما .

ومن ابرز رواد مدرسة الدفاع عن الحروب في أوروبا في حينها كان 

توماس روبرت مالتوس (بالإنجليزية: Thomas Malthus)‏ (14 فبراير 1766 - 23 ديسمبر 1834) 

وهو صاحب نظريات اقتصادية ودراسات اجتماعية , من أبرزها النمو السكاني للبشر , والنظرية الاقتصادية السكانية , ورغم بعض الدراسات الصحيحة التي قدمها لكنه يضع الرؤية العلمية في سياق فلسفي غير منطقي , ويعود إلى رؤية تشاؤمية محضة تم استغلالها لاحقا لتبرير الحروب والتنظير لمنافعها للبشرية , ورؤيته هذه ليس كرؤية شوبنهور الفلسفية التشاؤمية التي ترى أن الحياة شر لا ينتهي إلا بالموت , وأن الموت هو الطريق الوحيد للخلاص من عذابات الحياة .

اختلف مالتوس في النهاية ولا يرى الحروب بهذا التشاؤم , ولكنه يرى أن عدم القدرة على إنتاج الغذاء الكافي للمجتمع هو ما يسبب الحروب , وان الحروب هي من النعم التي تخفف من عدد السكان وتشكل هي والأمراض والأوبئة نوع من التوازن الطبيعي والطبيعة لا تحتمل الزيادة في عدد السكان بشكل يتجاوز إمكانياتها , هذا هو جوهر رؤية مالتوس الاقتصادية الاجتماعية , ورؤيته لموضوع الحروب , وتبعه الكثيرين لاحقا , وظهرت نظرية الداروينية وغيرها من النظريات التي نظّرة لأهمية الحروب لتحقيق التوازن السكاني .

وفي الطرف الآخر ظهر الكثير من الفلاسفة المنظرين الذين عارضو هذه الرؤية , وكان من أبرزهم الفيلسوف الاقتصادي 

آدم سميث (بالإنجليزية: Adam Smith)‏ (5 يونيو 1723 - 17 يوليو 1790) فيلسوف أخلاقي وعالم اقتصاد اسكتلندي.  

ويعتبر سميث من مؤسسين الاقتصاد العالمي الحديث وتأثيره ما زال قائم في الاقتصاد المعاصر , وجاءت رؤيته لتشكل ردا على رؤية المنظرين للحروب , وكذلك الأمر الفيلسوف الألماني فيور باخ  التي كانت رؤيته للحروب رؤية مشابهة إلى حد ما , وعلى إثرهما ظهر الفيلسوف الانجليزي الاقتصادي الكبير كارل ماركس , وفي نفس الفترة ظهر الفيلسوف الاجتماعي والسياسي الألماني  انجلز وأسسا معا النظرية الأيدلوجية السياسية التي سمية لاحقا بالماركسية , ورغم العنف الثوري الذي يطرحه ماركس  وانجلز في مؤلفاتهما , إلا أنهما عارضا الحروب بشدة , وكثر تنظيرهما حول الحروب وطبيعتها وضرورة القضاء عليها في النهاية كمحصلة نهائية لمجتمعهما الفاضل الذي تقدمه نظريتهما كحل لمشكلة البشرية الاقتصادية .

وفي العصر الراهن , نجد أن غالبية الثورات والحركات الاجتماعية الأصيلة والمناضلة الحقيقية , تناضل من أجل السلم العالمي ونبذ الحروب ووقفها , والقضاء على كافة أسبابها , ورغم أن الكثير من هذه الحركات الثورية الأصيلة تتبنى الكفاح المسلح في الثورة من اجل التغير , ولكنها في النهاية تقر بكل وضوح أن هذه الوسيلة الوحيدة لمواجهة النظام المسيطر والرافض لأي حلول منطقية  متوازنة , وخاصة فيما يخص قضايا الاستعمار ووقوع الشعوب تحت احتلال غاشم ينهب خيراتها ومواردها ويتركها خراب , كما نشاهد اليوم في دول أفريقيا وغيرها من دول العالم .

أيديولوجيا الحرب :

بما أن الحرب اقتصادية الجذور لا بد من وجود إيديولوجيا ما ورائها وتبررها وهذه الأخيرة مبنية على فلسفة ما ورواية ورؤية معينة , وهكذا تبرر الحرب ويصبح لها مبرر أخلاقي وقانوني وغيره من المبررات , وتصاغ الحرب وتصور بحسب المصالح المرادة منها والأهداف المرصودة من ورائها , وهذا ما جعل الرؤية الفلسفية منقسمة عبر التاريخ حول موضوع الحروب بالذات كظاهرة اجتماعية .

وتصور بعض الحروب وتسوق أحيانا للشعوب على أنها لصالحها , ويخوض الشعب الحرب ويقدم التضحيات الكبرى دون معرفة المصالح الحقيقية من وراء هذه الحرب , بعد أن تم تحضير الأرضية الدعوية والإعلامية لذلك , وتجيش الرأي العام استعداد للمعركة القادمة , ولا بد أن يسبق الحرب عادتا حملة إعلامية تتصاعد حتى الذروة ونشوب الحرب , وتكون جميع الأطراف عادتا شبة متوقعة الحرب ولكن التوقيت له ظروفه الخاصة به تحدده عوامل كثير من ضمنها اكتمال الاستعداد للحرب التي جهز لها من كل النواحي بما فيها التعبئة الجماهيرية للحرب .

ولكي ندرك طبيعة الحروب علينا تتبع جذورها  العميقة منذ القدم ومسارها , وما هو المشترك بينها لندرك عمق وفهم التاريخ الحقيقي وهناك دوما وجه آخر للتاريخ , دعنا نأخذ صورة عن وجهين أساسيين للحرب عبر مرحلة التاريخ البشري المكتوب ,  الوجه الأول ما كتب في التاريخ وكيف صورة لنا الحروب في الموروث الإنساني , والوجه الثاني هو الحقيقة  والوجه الآخر للحروب , والأساس المادي الذي تركته الحرب ونتائجها .

 الوجه الأول :  

بطولات وعظمة وبناء حضارات كبيرة يتم تصويرها أنها عظيمة وبناء حضارات وتقدم وإمبراطوريات وصل سلطانها حدود السماء , وفي الغالب كان الأباطرة القدماء كانوا كهنة في المعبد أيضا , ورؤساء لكهنة المعبد وتقاسموا السلطة مع المعبد ورجال الدين , وكان القصر والمعبد شركاء في الذبيحة وتقاسم الملكية والثروات والسيطرة عليها , وفي النظام القديم هناك مخالفتين كبيرتين لا يتساهل معها القانون والعرف , وهي الاعتداء على أملاك القصر أو المعبد .

ونلاحظ أن الملوك الذين قادوا حروب كبيرة وتوحيدية للمدن السومرية أحيط بهم هالة من القداسة والعظمة واللاهية والأسطورة , ومثال على ذلك نورد بعض الشخصيات الهامة في التاريخ السومري ونلقي الضوء على جذورها وأسباب هذه الأهمية التاريخية لها في عصرها .

1 : جلجامش : هو شخصية أسطورية سومرية يقدر الباحثين في علم الآثار انه حكم ما بين 2500 إلى 2800 ق م , وهو من سلالة أور الثالثة , واله جلجامش بعد موته , ولا يوجد الكثير حوله سوى تلك القصائد الشهيرة المعروفة بملحمة جلجامش , وبعض القصص عن حروب خاضها , و هو بطل (ملحمة جلجامش الشهيرة) .  

2 : أور نمو : هو مؤسس أسرة أور الثالثة (عصر الانبعاث السومري)، وقد استمر حكم هذا الملك سبعة عشر عاماً من الفترة ما بين (2112 إلى 2095 ق.م  وهو صاحب قوانين أور نمو الشهيرة , هو واضع قوانين (أور نمو) الشهيرة .

3 : الملك لبت عشتار هو خامس ملك لعائلة إيسن وسلالتها الحاكمة (1924 ,,1934) ق م , و اصدر هذا القانون بالغة السومرية  هو واضع قوانين (لبت عشتار) الشهيرة 

4 : حمورابي هو ملك كلداني توفي عام 1750 ق م , وحكم بابل وراثة عن أبيه الذي تنازل له بالحكم , وحكم بابل من 1750 لغاية 1792 ق م , خاض حروب التوحيد على الكثير من الممالك السومرية وهزمها وضمها بالقوة في إمبراطورية واحدة وهو صاحب (شريعة حمورابي) الشهيرة .

هذا كان في الحضارات القديمة مثل مصر وبابل , وفي الحضارات ألاحقة مثل اليونان القديم تطور الأمر ليصبح الإمبراطور هو ذاته ألاه و لاسكندر المقدوني مثال على ذلك , وفيما بعد الحضارة الرومانية أيضا أصبح الإمبراطور ألاه , وكذلك عند الفراعنة كان الفرعون ألاه مصر ومنقضها , وبناء الأهرامات حسب البحوث جاء على خلفية معتقد مشابه .

وجميع هذه النماذج من الشخصيات مرسخة في التاريخ وفي الثقافة الإنسانية على أنها شخصيات عظيمة وصنعة التاريخ الإنساني وقامة ببناء حضارات عظيمة لا مثيل لها , وكلا اشبع مديحا وأسطورة في عصره وزمانه , بغض النظر عن الفوارق التاريخية والحضارية , نجد أن هناك الكثير من المشترك بينها جميعها , وهو التمجيد والعظمة وصناعة التاريخ وشق طريق عظيم للبشرية في عصره , وهذا ليس مبالغة بل علم الآثار هو من يخبرنا بذلك.

الوجه الثاني 

أما الوجه الثاني لحقيقة هذه الشخصيات و أثرها على التاريخ البشري ومسيرته ودورها وأهميته في صناعة عصرها , ونعود إلى البداية مع جلجامش , خاض الكثير من الحروب والمخاطر , ولكن لم نجد الكثير من النصوص حوله سوى ما ذكر من نصوص سابقا عنه , ولكن من الواضح أن له علاقة كبيرة بالعنف والحروب أيضا .

أما الملوك السومريين المذكورين والذي أمتاز كلا منهم بقوانين وشرائع شهيرة , فكل منهم خاض حروب طويلة متواصلة ضد المدن السومرية الأخرى , وفي هذه الحالات كانت تهاجم ممالك المدن وهي عبارة عن دول صغير في حينها وذات نظام إداري خاص بها والهة ومعتقات وقوانين وغيرها , وتلغا سلطتها السياسية , وآلهتها وقوانينها ويقام مكانها آلهة جديدة ودين جيدي يفرض على أهل المدينة ونظام سياسي إمبراطوري شمولي , وتصبح المملكة تابعة وتدفع الضرائب للمركز الإمبراطوري , وتضع الطاعة لنظام الحكم الشمولي الجديد .

وهذا كان شبه مشترك بين غالبية الحضارات القديمة تقريبا في كيفية نشوء الإمبراطوريات الكبيرة وتطورها , وقد بحث الفيلسوف العلامة الكبير الفاضل ابن خلدون هذا الموضوع بتفاصيل , وكان من السباقين في بحث قوانين تطور التاريخ والمجتمع البشري .

ومن ابرز السلبيات التي قامة عليها هذه الأنظمة الإمبراطورية بشكل عام عبر التاريخ وحتى يومنا هذا وهو مشترك بينها حتى اليوم وما زال قائما ومعاصرا :

1 : الحروب وسفك الدماء وتدمير نظام الممالك وإقامة نظام سياسي تابع لها بالقوة العنف .

2 : إلغاء المعتقدات والتعددية والحرية  في الدين التفكير ,

3 : فرض فكر ونظام وثقافة ومعتقدات مغايرة لمعتقدات الشعب

4 : إلغاء النظام السياسي المحلي والتنوع فيه وإخضاع السكان إلى نظام شمولي بالقوة , ويدفعون له الضرائب من رزقهم وجهدهم وثرواتهم المحلية 

في العصر القديم مثلا اليونان , لاسكندر المقدوني وبطولاته التاريخية ,  أدى احتلال مصر من قبل الإغريق لعدة قورن إلى إلغاء وموت اللغة والثقافة الفرعونية المصرية الأصيلة التي كانت هي الأكثر تطور من الثقافة وللغة الإغريقية , والدليل الأثري شاهد على ذلك , ويؤكد الباحثين في اللغات القديمة على تطور الفرعونية السابق لليونانية في حينها , وكذلك الأمر بالنسبة للغة السومرية , بحيث لعب احتلال منطقة ما بين النهرين والعراق القديم من قبل الإغريق إلى توقف العمل بالغة المسمارية السومرية , وهذا من ابرز أشكال القضاء على الحضارة والثقافة وانقراضها .

وفي القرون الوسطى مع إعادة اكتشاف أمريكا وحتى يومنا هذا , تم إبادة المئات من اللغات والثقافات والحضارات التي لو لم تتعرض لما تعرضت له لما اندثرت وانقرضت , والحضارة الإنسانية ليس جنات وراثية بل ثقافة تتوارث من جيل إلى جيل , والسومريين والفراعنة والكنعانيين وغيرهم واليونان الرومان والصين القديم نحن المعاصرين حملة جناتهم , ولكنا لا نحمل شيء واضح من ثقافتهم وفنونهم , الصافية الأصيلة , رغم أن إنتاجهم هم هو من أسس لكل العلوم الإنسانية ألاحقة , ولكن لغاتهم الأصلية ثقافتهم قد انقرضت , ونحن اليوم نحمل ثقافة مصادرها خليط من الثقافات , والبشر جميعا لا يوجد لهم اليوم ثقافة أصيلة واحدة , بل اختلطت عبر العصور الكثير من الثقافات وتداخلت . 

وفي أفريقيا وغيرها من المناطق التي تعرضت للاستعمار الإمبراطوري العالمي المعرف , تم محو مئات الأديان ولغات والثقافات المحلية , ووضع الاستعمار مكانها ثقافته ولغته , وغزا المبشرين تلك الشعوب وتم تحويلهم إلى الديانة المسيحية , والى الطائفة التابعة للبلد المستعمر بشكل عام , ولغته , وذلك لتسهيل استغلال الشعب والبلاد وتحويلها إلى أداة ووسيلة استثمار للمستعمر .

أن البطولات التي تبنا بجماجم الفقراء والشعوب وعلى حساب حياتهم واستقرارهم وحريتهم في الخيارات هي بطولات مزيفة وكتبها وصنعا صاحب ذلك العصر وطبيعته , ومن المعيب أن تكون هي ثقافتنا وصانعة وعينا ورؤيتنا لفهم التاريخ البشري الحقيقي , وحركت المجتمع وتطورها وفهمها العميق .

أن التاريخ البشري هو حركة ذات  عدت أوجه لا بد من رؤيتها على حقيقتها و بأبعادها الشمولية العميقة , وتفسير هذا التاريخ ما زال خاضع للفهم الأيديولوجي السياسي , كما هو حال جميع العلوم الإنسانية الاجتماعية , مما يخلط دوما بين الغث والسمين وتضيع الحقيقة بين صراع الأيديولوجيا والفكر والدين والمعتقد , وبذلك تترك مساحة شاسعة من المعارف الإنسانية متداخلة ومتشابكة ومعقدة ليس من السهل التفاهم والاتفاق عليها بين البشر على هذا النحو .

لم تصنع الحروب التاريخ بل العقل هو من صنع الإنسان والمجتمع البشري بكامله , وليس الحروب سوى مرحلة عابرة في تاريخ البشرية الواعية الذي يزيد عن 3 مليون عام على الأقل , بل هي مرحلة سوداء ستصبح ذات يوم من الماضي وينظر إليها بشفقة وازدراء لمثل هكذا عصر أعجف مدمر لكل القيم والمعاير الإنسانية .

ختاما نؤكد إن التاريخ والمعرفة وحركتها والعلم اثبت أن جميع نظريات الحروب والمدافعين عنها هي نظريات غير صحيحة , وباطلة من أساسها النظري والعلمي , وأخلاقيا هي نظريات تسير في ركب الأخلاق الإنسانية المرفوضة منطقيا وسلوكيا وماديا وتاريخيا ومصيرها الاندحار كفكر فاعل , والمجتمع البشري والتطور والوعي الجمعي يسير نحو كشف الغشاوة عن هذه الحقائق ومواجهتها , وهذا يشكل أهم مقدمة ضرورية لمعالجتها والتخلص الجذري منها قريبا أو آجلا ولكنه حتما قادم .

الصورة 

 أزهار الاكاسيا , 

أو السنط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...