السبت، 30 يوليو 2022

أنين الماس بقلم علوى القاضى

... أنين الماس؛؛ 
... بهرت الدنيا بجمالها بأناقتها بأخلاقها 
... كانت إذا ظهرت نهارا توارت الشمس كسوفا من ضياءها 
... وإذا ظهرت ليلا خسف القمر حرجا منها 
... وإذا سارت بين الخمائل توقفت البلابل لتستمتع بصوتها
... كان ينتظرها فى غدوها ورواحها ليراها من وراء الستائر وكان كل مره يتمنى ويدع الله أن يرزقه بها 
... كانت تحب القراءه وشجعها على ذلك والدها فنشأت نشأة مثقفه وأصبحت تقرض الشعر بكل ألوانه 
... وزاد على ذلك انها أحبت الموسيقى فأصبحت عازفة مبهره
... تقربت الي الله بالطاعات فكانت كثيرة الدعاء أن يرزقها الله بزوج يتق الله فيها ويحافظ عليها لانها كانت كقطعة من الألماس لاتقدر بثمن 
... كل من عرفها تمناها فكانت تدقق وتبحث وتختبر حتى وافقت على أحدهم ظنت أنه يحقق معها السكن وتأتى المودة والرحمه بعد ذلك
... ذهبا ليشري لها هدية عقد من الألماس يتناسب معها وقيمتها عنده 
... وظلت تلبسه حبا فيه وفى صاحبه ولم يفارقها لافى فرحها ولا حزنها وظلت تفتخر بين صديقاتها وتذكر خطيبها بعظيم هداياه
... وكان القدر على موعد معها فقد أعلمها أنه سيسافر حتى يستطيع توفير إحتياجاتهما ومرت الأيام والشهور وحزنت كثيرامن إنقطاعه عنها لاتعلم عنه شيئا 
... ولا يواسيها غير هذا العقد الذي يذكرها به دائما وكانت كلما إشتاقت لحديثه كانت تتحدث للعقد الماسي ودموعها منهمرة 
... وكانت تشعر وكأن هذا العقد يشاركها أحزانها كما شاركها أفراحها وحتي تخرج مماهى فيه عملت عازفه فى أحد الفنادق لتسلى وقتها وتحاول أن تتناسي أحزانها 
... وكانت كل معزوفاتها يغلب عليها طابع الحزن والانكسار والانتظار للسراب الذي تعيش فيه 
... وفجأه بعد شهور ليست بالقليله وكأن صاعقة من السماء أصابتها حينما رأت خطيبها وزوجته يدخلون صالة الفندق وبينهما طفلهما 
... لم تتمالك نفسها وانهمرت فى البكاء وبللت دموعها آلتها الموسيقيه ولكنها تمالكت نفسها بسرعه وحاولت ان تنصب قامتها وغيرت المعزوفه الموسيقيه الى مقطوعة زفة العروسه فالتفت الجميع وكأنها تريد ان ترحب بخطيبها بعد غياب طويل 
... وتجمع انظار الحضور نحوهم ثم انهارت بالبكاء بهستيريا وابلغتهم بالقصه وتركت المكان لتجلس وحيدة في بيتها لتتكلم مع عقدها الماسى وتسمع منه مواساته لها 
حكي لها العقد انه كان قبل ان تمتلكه محبوس في ظلمة صندوق عند إمرأة عجوز ولماإحتاجت المال باعته حتى جاءت وخطيبها اشتروه فكان يفرح لفرحها ويحزن لحزنها
... ويزداد فرحه حينما كانت تفاخر به أمام قريناتها وكانت دموعها تحرقه 
... وحلفها بالله ان تحتفظ به ولا تبيعه فإنه وفى لها وليس كبعض البشر
... تحياتى ... 
د/علوى القاضى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...