رقصة الفجر على غصن الزيتون في هدوء الفجر الندي وقبل أن تستيقظ الدنيا بضجيجها كانت تزور غصن الزيتون فراشة رقيقة
لم تكن مجرد زائرة عابرة بل كانت نور الصباح المتجسد في ألوان متراقصة كان الغصن ينتظرها بشوق كل يوم يترقب رفرفة جناحيها التي تحمل معها وعدا بجمال جديد.
كانت تحط بخفة وكأنها قبلة ناعمة على ورقة خضراء ثم تبدأ رقصتها الساحرة
تطوف حول الغصن بدلال تصعد وتهبط ترسم في الهواء لوحات فنية بألوانها الزاهية كان الغصن يشعر بدفء حضورها وكأن الحياة تدب فيه من جديد مع كل لمسة من أجنحتها
نشأت بينهما حكاية صامتة لغة لا يفهمها إلا قلب الغصن وعين الفراشة كان الغصن يحبها يتعلق بزيارتها الصباحية التي تمنحه معنى ليومه. وكانت الفراشة تجد في ثباته ملاذًا وفي خضرته رمزًا للحياة التي تحتفي بها.
استمر هذا العهد الجميل صباحا تلو صباح حتى أصبح جزءًا أصيلًا من دورة الحياة في تلك البقعة الهادئة. كان بزوغ الشمس مرتبطًا بقدوم الفراشة وسكون الغصن يكتمل بحركتهاوفجأة صمت.
لم تأت الفراشة في الصباح التالي انتظر الغصن طويلًا ترقب بزوغ الشمس كما العادة لكن جناحيها الملونين لم يلوحا في الأفق مر النهار بطيئًا وثقيلًا وشعر الغصن بفراغ لم يعهده من قبل.
توالت الأيام والشمس تشرق وتغرب لكن الفراشة لم تعد بقي الغصن صامتًا يحمل في طياته ذكرى رقصة الفجر ويتساءل في صمت عن سر هذا الانقطاع المفاجئ
هل طارت بحثا عن زهور أخرى هل غيرت مسار رحلتها أم أن القدر كان له رأي آخر في هذه الحكاية الرقيقة
تبقى ذكرى الفراشة محفورة في قلب الغصن وشوقه لرقصتها الصباحية يتردد في هدوء المكان.
قصة قصيرة لكنها تحمل في طياتها معنى عميقا عن الجمال العابر والتعلق الصادق ولحظات الفرح التي قد تنتهي دون سابق إنذار تاركة وراءها أثرًا لا يمحى