جِبال العزم
من البحر الوافر
بقلمي: سليم بابللي
-----------------------
إذا ما في سرابٍ قد تعالوا
و ضاق الصبرُ ما قالت و قالوا
طواعِيةً هَلُمّوا أو بِكَرهٍ
إليَّ إليَّ أفراداً تعالوا
دمشقُ اليومَ رأبَ الصداع نادت
و فُرصتكم رضاها أن تنالوا
ففي الرضوانِ آلاءً و بشرى
و إن غَضِبت على العاصي وبالُ
أَغيرَ الشامِ يُرجى من ودادٍ
و للأعداءِ ينسجمُ الوصالُ
لتُستَرَ عورةَ الغِلِّ بِزيفٍ
و دَحضُ الزيفِ سطَّرهُ الكمالُ
على إيقاعِ بُركانٍ تَشَظّى
و خَلْفَ ظهورنا عَجِزَ المحالُ
و لا عَجَباً بما أُخبِرتَ عنهم
مِنَ الأهوالِ قد وُلدَ الرّجالُ
على شِيَمٍ المكارمِ إذ تَرَبوا
جبالَ العزمِ تغبطها الجبالُ
سَلِ الأعداءَ في السّاحاتِ عنّا
أَغَيَّرَ حالَنا في الحرب حالُ
و يؤسِفُهُم بِأنّا في سلامٍ
و خابَ القصدُ ما غَدَرَت نبالُ
فكم أقدامُنا سحقت صعاباً
و في إِقدامِنا ذابت تِلالُ
فكلُّ فضائلٍ و لنا جذورٌ
و كُلُ شوامخٍ و لنا خِصالُ
و ترتعدُ الأعادي من غُبارٍ
يدلُّ بأنّهُ اقتربَ القتالُ
جموعُ الحشدِ في الميدانِ فرّوا
إذا ما خيلُنا في السّاحِ صالوا
تراهم في الهروبِ قطيعَ حُمْرٍ
تُلَفُّ على رقابِهُمُ الحبالُ
على دربِ المروءةِ كم رُصِدنا
و خاب لكسرِ شوكتنا اغتيالُ
خرجنا للقتالِ بجُلّ قصدٍ
ففاضَ دروبَ وجهتنا الجلالُ
تهاوت كل أركان الأعادي
و نحن بطودِ عِزٍّ ما نزالُ
نردُّ جحافلَ الأعداءِ وعياً
عقالُ الهِندِ إن لمعت عقالُ
إذا ما غابَ ردٌّ عن صغيرٍ
فدونَ الرَّدِّ في دونٍ جمالُ
و إن لا بُدَّ إلا من جوابٍ
على الأقزامِ ترتفِعُ النّعالُ
و إن جئنا إليهم في حسامٍ
لِقَدرِ الحربِ يُلغيهِ النّزالُ
فتخرسُ كل أصواتٍ تعالت
و عندَ بريقهِ انقطعَ الجدالُ
ستذكُرُنا الخُطوبُ بكلّ حينٍ
إذا ما احتَدَّ و احتدمَ السجالُ
و مجلسنا يُكَلّلُهُ وقارٌ
يخادِعُ صمتنا وَجلاً سؤالُ
و إن عَجِزَ الدُّهاةُ بحلٌّ أمرٍ
أشارَ الجمعُ كي يدَنا يُحالُ
و يعرفُنا الزمانُ بما عُرِفنا
و لن نكتالَ في تُهَمٍ تُكالُ