{ حنين التراب }
ما بال كل جميل يرحل !؟
ولم يبق في صحراء داخلي
سوى نحيب عطش الرمال المتورمة
ونسور الأقدار اللاحمة
تُحلِّق حول جيفة الروح وتدور
حول أنشوطة أضلعها الموحشة
تنتظر أن تكتم
آخر ليالي شهقاتها الثقال
لتعرِّي ما تبقى من آمال
على أضلعها الموثوقة بحبال الخيبات
في عرس الراحلين
....2
يا أيها الحلم العاجز
لم يعد في فناء الروح نوافذ
كي تتسلل منها مناسم الريح
المتلألئة بنور الحياة المتوردة
لترمي وشاحها الطهور
على ضريح قلبي المصلوب المغدور
المثقل بهياكل الآلام
كي تعيد له ربيعه المسروق
من مخدع فصوله الهاربة
وترشده إلى رموز عطرها الضائع
بين مفارق نزعات الموت
وحنين التراب الدفين
.....3
غدًا
عندما يغلق بوجهي
آخر الأبواب
سوف أرحل مع وهم السراب
وأفترش ظلامي المأسور
وأتلحَّف أودية الصمت
وبرهبتها أتعمَّد
فبعد أن تتهاوى الروح وتنسكب
كل شيئ يتجمَّد
وتصبح الأشياء
تشبه بعضها البعض
فلا فجر جديد
يأخذني إلى حيث أريد
ليقاسمني أحلامي المتوردة
ولا شتاءات الرحمة تغسل
ثوب شهوات عشقي للحياة
لإصبح بلا ماض ملطخ بالهفوات
متعري القشور
ولن يأتي صقيع الديجور
ليسرق من أنفاس حلمي
دفء الذكريات
من خزائن الحنين
....4
غدًا
يتلمَّس نغيز القلب
آخر المواجع
غدًا
سوف تكون لي آخر الشهادات
وأدثر جسدي بعوالق الأرض
ونقيع الطين الجائع
تحت ظلال صمت القبور
غدًا
سوف أختم
قصة فصول حياتي
ثم أُودع أسمها
على شواهد المغادرين
وأرحل عاريًا في بحور الغفوات
نحو عيون السماء
صعودًا على دروب النسر
الموشوم بنشوة الرحيل
لتصبح روحي على عرس
بعد ولادة
عندما تلامس أنفاسها
كف الشمس
وتغسل وجهها المغدور
بالنور
كي تحل بها الفصول
الواعدة المتجددة
لتتقمص بوردة ياسمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق