كنت صغيرة يا أمي وكنت ساذجة
حسبت النجوم جواهر
وكمْ راقبتها في لهفة
توسلت إلى السماء أن تسقط واحدة
كان حلمي يا أمي أن أهديك نجمة
لتتباهين بها وتنير دروبك العتمة
كمْ تمنيت أن أقطف لك وردة
لأزين بها خصلاتك وأنثر على شعرك عطرا
لكن خشيت أن يغضب مني الربيع
وأخذلك ويقول عن ابنتك سارقة
كمْ راقبتك خلف الستائر خلسة
وأنت تغزلين الأيام بيديك الخشنة
وتصنعين الجمال والبهجة والرقة
كمْ تمنيت حضنا وغمرة ودفئا
في تلك اللحظة...
لكن كنت يا أمي خجولة...وكنت عني مشغولة
كمْ بحثت في الدكاكين لأقتني لك ابتسامة
لأرسمها على محياك وأزيل عنك الحزن
فلم أجد... قلت ربما مدينتا لا تبيع الفرحة
هاجرت وقصدت أخرى...
قلت من هناك سأجلب لك ما أتمنى
فكبرت يا أمي وأصبحت ناضجة
وأصبح حلمي قبلة على جبينك
ورشفة قهوة...
وقبل أن أنتهي من كتابته مسحته الدمعة
ارتعشت يدي وتكسر فنجان القهوة
بقلم فدوى گدور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق