أما بعد
إذا إلتقينا صدفة
فلا ترانى بعينيك
إستدعي ملامحي القديمة
من تلال الذكريات
أغضض بصرك عن تجاعيد
رسمتها الأيام على وجهي
إغفر للمشيب الذي غزا سواد شعري
فتلك أفاعيل الزمان
لا تتذكر أماسي اللقاء
ولا ليالي السهر
لا تعاتب النجمات
ولا تسامر القمر
إذا إلتقينا
دعنا نسير في غير دروبنا
فمازالت تلك تحمل آثار اللقاء
لا تتذكر ثيابي المزركشة
ولا لمعة العينين
ولا لمسة الكفين عند السلام
لا تلومني إن تبدلت ملامحي
وكساها الحزن
وباتت لمعة العينين بكاء
أوتدري كم مزقني الغياب
وكم إشتقت للعناق
أستجدي بقايا لهفتي
وذكرى صارت سراب
إذا إلتقينا صدفة
إعلم أنني على عهد الشوق باقية
أنتظرك وإن طال الغياب
وإنني أخفيت وجعي
وإرتديت قناعاً يستر لوعتي
وإنني أضم طيفك كل ليلة
وإنني أحصي مسافات غربتي
رهينة الإنتظار
كم خططت حكاوينا على الرمال
وجبت طرقات تحمل خطواتنا
وغيرت خريطة أيامي
وبعثرت رماد أحلامي
وحدى أستعذب العذاب
وكأنما كل ليلة بعد رحيلك
ألف ليلة
مسهدة مؤرقة الجفنين
أقيم صلاة النسيان
وأحيي شعائر الفقد
نازفة دمعاتي
قاتلة شقوق روحي
إذا إلتقينا صدفة
هيهات أن تدري
كيف كانت سنوات العذاب
*****
سالى محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق