الأربعاء، 6 مارس 2024

إلَى المَدْفَعِ العَرَبِيّ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

إلَى المَدْفَعِ العَرَبِيّ.
حَـتَّـامَ تَبْقَـى صَـامِـتًا يَا مِـدْفَـعُ؟     
الـحَـقُّ يَـدْعُوكَ، فَهَلْ لَا تَسْـمَــعُ؟
هَلْ عَلَّمُوكَ الصَّمْتَ مِثْلَـهُـمُ هُـمُ     
أَمْ كَــبَّـلُـوكَ فَلَــمْ تَـعُـدْ تَتَـطَـلـَّـعُ؟
الـبَـرْدُ أَرْهَـقَـهَا، مَـدَافِـعُـنَـا، فَـلَا    
تَـدْرِي قِـــتَــالًا أَوْ لَـهِـيـبًـا يَــلْـفَـــعُ
جَـفَّـتْ مَحَـابِـرُنَـا عَلَى أَقْـلَامِـنَـا     
هَـذَا يُــــنَـــدِّدُ، ثُـمَّ ذَاكَ يُــفَــزِّعُ.
فَـنُّ الـخَـطَـابَـةِ نَـحْنُ مِنْ أَبْطَالِه     
أَمَّـا الــقِـتَـالُ فَلَـيْسَ فِـيـهِ نَـنْـفَـعُ
جُـرْحُ الكَرَامَـةِ نَـازِفٌ مِنْ عِـزِّنَا     
حَـتَّـامَ نَبْكِـي لِلْـوَرَى ونُـرَجِّــــعُ؟
أَشْــلَاءُ إِخْــوَانٍ لَـكُـمْ، يَــــا أُمَّـةً     
أَبْـــطَـالُـهَــا عِـنْـدَ الكَـلَامِ تُـرَوِّعُ،
فِي كُـلِّ سَاحَاتِ المَجَازِرِ مُـزِّقَتْ    
بِـرَصَــاصِ غَــدَّارِيـنَ لَـمْ يَـتَـوَرَّعُوا
أَبْـنَـاؤُكَـمْ قَدْ قُـتِّـلُوا، قَـدْ شُـرِّدُوا    
ونِسَاؤُكُـمْ نَــادَيْـنَ: هَــيَّــا فَافْزَعُوا.
هَـلَّا سَأَلْـتُـمْ زَوْجَـةً مَا خَـطْـبُـهَـا؟    
هَــلَّا سَألْــتُـمْ صِبْـيَةً قَـدْ رُوِّعُـوا؟
هَـلًّا سَألْـتُـمْ مَـنْـزِلًا قَـدْ دُمِّـرَتْ    
أَرْكَـانُــهُ فَــوْقَ الـجَمِيـعِ فَجُمِّـعُوا؟
هَــلَّا سَأَلْــتُـــمْ طِـــفْـلَـةً مَـوْؤُودَةً     
تَحْتَ المَبَانِي؟ فَاسْأَلُوا كَيْ تَسْمَعُوا.

أَسَفِي عَلَى مَاضٍ مُضِيءٍ مُشْرِقٍ   
هَــا أَنَّ نُــورَهُ، بــِالـمَـذَلَّـةِ أَبْــقَــعُ...
يَـا خَـالِـدُ انْـظُـرْ مَا بَـدَا مِنْ أُمَّـةٍ     
أَضْـحَتْ شَتَـاتًـا بِالـهَـزِيـمَةِ تَشْبـَعُ
هَـانَـتْ عَلَـى أَعْـدَائـِهَا، حَتَّـى إِذَا    
قَــالُــوا، عَـرَفْـنَا أَنَّـهُـمْ لَنْ يَـصْنَـعُـوا.

نَـادَيْتُ عِزَّ العُـرْبِ بَـعْـدَ سُبَاتِـهِـمْ    
 هَلْ مِن مُـجِيبٍ؟ قُلْ لَنَا يَا مِدْفَعُ.
قَـدْ كُـنْـتُ مُـنْــتَـظِـرًا فِـدَاءَ أُخُــوَّةٍ    
 لَكِـنَّـهُـمْ خَـضَعُوا، الـغَـدَاةَ، وطَبَّعُوا.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

احلم بقلم خالد جمال

  احلُم أحلُم بكِ والعُمرُ يمضي أحلُم لِكَي يزدادَ وجدي فهل للخيالِ مِن قُدرةٍ  تحقيقُ وعدي ام هل لها الأحلامُ تُطفئ  في الشوقِ رَمْضي أحلُم...