الخميس، 2 مايو 2024

رحل بقلم رفيعة الخزناجي

رحل 
بدأت الشمس بالغروب وهاهي تلملم خيوطها الذهبية مودعة نهارا بساعاته الطوال ومفسحة الطريق لليل بدأ يزحف رويدا ريدا ليسدل في ما بعد ستائره فيعم الظلام وتسكن الحركة شيئا فشيئا ، ويتربى الهدوء على عرشه ليهدي لعشاقه ، عشاق الليل متعة السهر ، أو ربما يهديهم وجع الشوق والحنين ، وألم الفراق والهجر ، نعم ذاك هو الليل ، فيه من الجمالما يبهج النفي وفيه من الوجع ما يدمي القلب ...
هذه الليلة ليست كسابقاتها ، شعور غريب ينتابني ، وجع فظيع يسكنني، قلمي وقرطاسي أمامي والقهوة ، تلك القهوة المرة تارة والحلوة طورا ، لا أعرف كيف ذلك ولكن أنا هكذا أتذوقها .
أمسكت قلمي لأكتب عن ماذا؟ وعن من ؟ ولماذا ؟ ولمن ؟ 
سؤال تسمر بذهني ولم يتزحزح عن مكانه ، حاولت جاهدة إقناعه بالرحيل لكن للأسف الشديد يعاندني وبقوة ؟ 
يحتار قلمي و يقف جامدا بين أصابعي ، عاجزا عن الحراك ، تسيل دمعة من عيني ، تنزل على الورق ، ترسم صورة ، أمعن النظر أراه أمامي يلوح لي بمنديله من نافذة قطار ، قطار قديم بدأ يصفر ويلقي بدخان الأسود في ذلك الفضاء الكئيب ، وعلا ضجيج عجلانه وبدأ يسرع غير عابيء ببكاء من كان على الرصيف ، إلى أين الرحيل وهل سيطول الغياب ؟ أسئلة ترددت ولا جواب عليها ، رحل ، وابتعد ، وغاب ، وطال الغياب ... 
رحل ولن يعد من ملك الروح والقلب ، وبقيت هي تنتظر رجوعه ، لا بل تنتظر سدول الظلام لتسعد ببعض الدقائق مع طيفه الذي يأتيها في كل مرة على صورة معينة وبطريقة مختلفة ...
رحل .... نعم .... ولكن ....

رفيعة الخزناجي/ تونس 
#هلوساتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عادت لجنائن الورد مسكنها بقلم ابو خيري العبادي

عادت لجنائن الورد مسكنها يوم فرشت لها الطريق  من الريحان وردِ أنيقة حتى في خطواتها تميل كسعف النخل  أخاف عليها من طيب قلب  أصيلة من صلب ذاك ...