بدأت الشمس بالغروب وهاهي تلملم خيوطها الذهبية مودعة نهارا بساعاته الطوال ومفسحة الطريق لليل بدأ يزحف رويدا ريدا ليسدل في ما بعد ستائره فيعم الظلام وتسكن الحركة شيئا فشيئا ، ويتربى الهدوء على عرشه ليهدي لعشاقه ، عشاق الليل متعة السهر ، أو ربما يهديهم وجع الشوق والحنين ، وألم الفراق والهجر ، نعم ذاك هو الليل ، فيه من الجمالما يبهج النفي وفيه من الوجع ما يدمي القلب ...
هذه الليلة ليست كسابقاتها ، شعور غريب ينتابني ، وجع فظيع يسكنني، قلمي وقرطاسي أمامي والقهوة ، تلك القهوة المرة تارة والحلوة طورا ، لا أعرف كيف ذلك ولكن أنا هكذا أتذوقها .
أمسكت قلمي لأكتب عن ماذا؟ وعن من ؟ ولماذا ؟ ولمن ؟
سؤال تسمر بذهني ولم يتزحزح عن مكانه ، حاولت جاهدة إقناعه بالرحيل لكن للأسف الشديد يعاندني وبقوة ؟
يحتار قلمي و يقف جامدا بين أصابعي ، عاجزا عن الحراك ، تسيل دمعة من عيني ، تنزل على الورق ، ترسم صورة ، أمعن النظر أراه أمامي يلوح لي بمنديله من نافذة قطار ، قطار قديم بدأ يصفر ويلقي بدخان الأسود في ذلك الفضاء الكئيب ، وعلا ضجيج عجلانه وبدأ يسرع غير عابيء ببكاء من كان على الرصيف ، إلى أين الرحيل وهل سيطول الغياب ؟ أسئلة ترددت ولا جواب عليها ، رحل ، وابتعد ، وغاب ، وطال الغياب ...
رحل ولن يعد من ملك الروح والقلب ، وبقيت هي تنتظر رجوعه ، لا بل تنتظر سدول الظلام لتسعد ببعض الدقائق مع طيفه الذي يأتيها في كل مرة على صورة معينة وبطريقة مختلفة ...
رحل .... نعم .... ولكن ....
رفيعة الخزناجي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق