السبت، 1 يونيو 2024

لهفتي في حديقة الحب بقلم جرجس لفلوف

لهفتي في حديقة الحب ... 
  تفاهمنا وتشابكت أصابعنا علامة الرضى والقبول والوفاء بعهد الحب وتواعدنا أن نلتقي مساء الغد ثم غادرت وتركتني في لهفة وحيرة    
غادرت المقهى اتار جح بين حلم صار حقيقة وبين واقع خيالي. وصلت منزلي وراسي ملئ باسئلة لا جواب لها وعلى فراش الليل رحلت على جناح حلم ذهب بي بعيدا ولم يعيدني الا مع نجمة الصبح .بدأ نهاري كئيبا تتقاذفني الأفكار بين الشك واليقين بين عصفور تحرر من سجن الحياة العبثية وحلق في فضاء حياة الحب والامل في بناء مستقبل سعيد مع هالا هذا الملاك الذي انقذني من جنوني وما أن اقترب موعد اللقاء حتى حملت اثقالي واتجهت إلى حيث جنة الحب آملأ أن تكون ثمارها قد نضجت وما أن عبرت مدخل المقهى حتى اصطدمت عيناي بضياء وجه شلني نوره وخشيت السقوط لولا كلمة مساء الخيرقادمة من بسمة شفتين ويد حريرية تأخذ يدي وتعيدني إلى ذاتي. صافحتها وانا فاقد القدرة على النطق وهي تقف كأميرة قائلة
...لم أنم ليلتي.كنت معك في قصر من قصور الجنة فهل تذكر هذا.? 
تسللت كلماتها إلى شراييني وامتزجت بغذاء روحي .كان عناق العيون حارا عندما جاء نادل المقهى ليبلغها جاهزية ما طلبت منه حيث أخذت يدي بيدها فاجتاحتني عاصفة من الأرق كادت تفقدني القدرة على الحركة فقد كانت المرة الأولى التي تقودني فيها امرأة إلى حيث لا أدري 
جلسنا متقابلين على مائدة معدة لنا نظرت هالا إلى وجهي وقد نزعت شالها عن رأسها فأنساب الليل كشلال على جانبي وجهها وزاد بريق وجهها قائلة
...هل لا تزال النحلة سجينة في حديقة قلبك.? 
...لم ولن تغادر. كان ليلي طويلا خانه الصبح وانتظاري مملا خانه الصبر. ارجو ان تفي بوعدك وتحدثيني عنك 
...اختصر واقول ولدت في بيت لحم والدي يعمل حدادا يصنع ما يلزم لرجال المقاومة في نضالهم ضد العصابات الصهيونية. ذهب في مهمة وعاد محمولاعلى الأكتاف دون ان نعرف كيف واين حصل هذا.
صمتت سقطت دمعتان من عينيها سقط قلبي معهما ورغبت أن اضمها إلى صدري وامسح دموعها برموش عيني الا ان وجودنا في المكان غير المناسب منعني من التنفيذ ..أكملت
...كنت صغيرة لا أعي شيئا أخذتني امي في حضنها وجاءت بي إلى هنا وها أنا أمامك كما ترى 
...جففي دموعك حبيبتي وعودي إلى بيتك لترتمي في حضن امك وانا معك
...هل ستأتي معي حبيبي.? 
...نعم. وهل تعتقدين أنني سأتركك بعد الآن وها هي الاعمدة الثلاث قد اكتملت 
...هل ستدخل معي البيت وتتعرف على امي.?
...نعم. سادخل ولن أخرج منه واقبل يد امك واطلب منها أن تكون أما لي 
صمتت. نهضت. أعادت الشال إلى مكانه أخذت يدي قادتني حتى تجاوزنا باب المقهى توقفت على الرصيف وبصوت يشبه الهمس قالت
...هل تتزوجني يا وحيد عمري .?
...نعم. ستكونين هالة نور على جبيني تضئ طريقي مدى العمر
طبعت قبلة على جبيني وأخذتني إلى بيتها واصبعينا متشابكان وهناك تحول البيت إلى جنة عامرة بالحب والحياة 
الحب هبة إلهية تأخذك إلى دنيا لا تغيب شمسها. الحب يطهر القلب والنفس من الشوائب والملوثات .الحب يمنح العقل آفاقا واسعة للعمل والإبداع. الحياة بدون الحب لا تعاش .فهيا إلى جنة الحب أيها الحالمون لتخلدون في الدنيا والآخرة
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

كان سرابا بقلم أحلام العفيف

"كان سرابا" ما ضلّ الهوى يوما وما كذب  إنّ المحبّ لا يسلو وإن غاب  هي أقدارنا كُتبت علينا  لقاء دون تخطيط  وفراق دون إرادة أو ارتق...