ما الحزنُ ما الدمعُ ما الآهاتُ ما الجزعُ
وآلُ أحمدَ من ثديِ الرّدى رَضِعوا
رأسُ الحسينِ على رمحٍ يُدارُ بهِ
والجسمُ منهُ على الرمضاءِ يضطجعُ
حتى الرضيعُ سقاهُ السهمُ شِرْبَتَهُ
في الطفِّ إعلانُ ذبحٍ كم بهِ صُرِعوا
في الغاضريَّةِ أجسادٌ مُطهَّرةٌ
في السبيِ زينبُ والأطفالُ تمتصعُ
عبّاسُ رايتُهُ فتحٌ وملحمةٌ
بالنصرِ جاءتْ وبالشطّينِ ترتفعُ
كفّاهُ قد قُطعا شزراً يُحاربُهُمْ
والجودُ منهُ سماءٌ كلُّها قَزَعُ
هذا الحسينُ وهذي بعضُ محنتِهِ
للناسِ أمسى السّنا للكونِ يتَّسِعُ
أولادُهُ ذُبحوا أصحابُهُ قُتلوا
لخيامِهِ حرقوا أرحامُهُ قطعوا
في غدرِ أمَّتِهِ قد كانَ مقتلُهُ
سبيُ العيالِ بهِ الأذهانُ تنخلعُ
حقدٌ توارثَهُ الأنذالُ في حسدٍ
للحربِ دفٌّ بوجهِ الحقِّ قد قرعوا
يا أمَّةَ السوءِ في سبطِ الرسولِ جرى
ما لم يكنْ بهِ في الأرجاسِ مرتدعُ
ثارتْ ضغائنُكمْ في النصبِ مذهبُكمْ
في قولِكمْ خبثٌ في فعلِكمْ قَذَعُ
سلْ نائباتِ الدُّنا عن كلِّ مَنْ ذُبحوا
فهلْ ترى أهلَ بيتٍ مثلَهُمْ فُجعوا
يا سائلي عن جنونِ العشقِ في عجبٍ
فالعشقُ ليسَ لهُ حدٌّ ولا شِبَعُ
فكيفَ لا وحسينُ السبطِ ملهمُهُ
كالخيلِ عشقي بسوحِ الوغى مُزُعُ
في العشقِ آياتُ ربّي ما لها عددٌ
للنفسِ من وحيها في الخيرِ تنتفعُ
في القلبِ مرتعُهُ ما السرُّ في ومقي
لي في الحسينِ هوىً أشجانُهُ ولعُ
حبٌّ تنامى وقد هاجتْ مشاعرُهُ
هو المنى ما بهِ بخلٌ ولا طمعُ
حبٌّ بلا ثمنٍ في اللهِ موردُهُ
إنسانُهُ بالتُّقى للكرهِ ينتزعُ
هذا ابنُ أحمدَ في قرآنِنا سُوَرٌ
آياتُها في النُّهى للشكِّ لا تدعُ
في كلِّ يومٍ لنا عاشورُ موعدُهُ
عندَ الحسينِ وفيهِ الناسُ تجتمعُ
قد أنطقَ الموتَ في محرابِ نهضتِهِ
هبَّتْ ملاحمُهُ في الحبِّ تنتجع
في حَيرةِ التِّيهِ كانَ الحقُّ مسلكَهُ
للثائرين َ سبيلٌ ما بهِ قِشَعُ
عنوانُ ثأرٍ بأمر اللهِ صولتُهُ
في مهدِها قُبِرَتْ ماتتْ بها البِدَعُ
عدلٌ يُترجمُهُ الإحسانُ في سننٍ
من فيضِ سؤددِهِ قد أينعَ الورعُ
تناثرتْ في الدُّنا أشجانُها فهوتْ
عبرَ الدهورِ بآهاتِ الدِّما الخُدَعُ
ما قامَ إلا لأجلِ الدينِ في زمنٍ
فيهِ الزنيمُ بلا خوف ويبتدعُ
قد صاحَ في أمَّةِ الخذلانِ لا أشراً
قد كنتُ لا بطراً في مخرجي مَرَعُ
إصلاحُ مجتمعٍ إنسانُهُ وثنٌ
في ثورتي قيمٌ للحقِّ أتَّبعُ
هذا طريقي ردىً أنصارُهُ جُزِروا
في اللهِ ذابوا للخوفِ قد نزعوا
تلكَ الرؤى بدمِ الثوارِ غضبتُها
هبَّتْ كتائبُها في الحربِ ما فزعوا
في كربلا وجعٌ تُحكى مآثرُهُ
بالحزنِ يمضي لأنفِ الشرِّ يجتدعُ
.........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق