الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

البحر بقلم عبد خلف حمادة

 البحر

••شعر: عبد خلف حمادة

^^^^^^^^^^^^^

بحرٌ كقلب الطفل صافٍ لونهُ

لديهِ أوصابُ النفوسُ تطيبُ

تُلقي بأحمال الزمان وثقلهِ

في لجة البحرالعميق تغيبُ

فالصدرُ منشرحٌ أمام جماله

وتضيع منه حسرةٌ ولهيبُ

حُلْمٌ لعشاقِ الخيال ومربضٌ

كنفٌ حنونٌ للجميع حبيبُ

وموطن الاسرار إن ضاق الحشا

وصديقُ دهركَ والمقام غريبُ

تبثه الشعور تسعدُ قربه

وإذا رماك الوجد ليس يخيبُ

متجددٌ لون الحياة ثيابهُ

مهما تقادمَ فالكساء قشيبُ

وفي اصطفاق الموج منه قصيدةٌ 

نظمٌ لَعَمْرُكَ في الفنون عجيبُ

هو سلوةُ المحزون يطفأُ نارهُ

وتضيع منه لوعةٌ ونحيبُ

إلهامُ أصحابِ المشاعر والحجا

للفنِّ أيضاً في جناهُ نصيب

وملاذ مَن كان الطعام يعوزهُ

هو مرتعٌ للطالبين خصيبُ

يُعطي النوالَ ولا يرومُ مقابلا

و دون مَنٍّ للسؤال مجيبُ

غضوبُ إن هاجت عليه ظنونهُ

شديدُ بأسٍ في العراك رهيبُ

و ذو مراسٍ لا يُشقُّ غبارهُ

جلوبُ أسبابِ المنون عطوبُ

كم من مدافن قد حوَتْ اعماقهُ

(هامان)بل (فرعونها)مكبوبُ

أجنادُ باتتْ للقروشِ وليمةً 

ودارت عليهم في الزمان خطوبُ

أسطولُ قد مخر العبابَ سفينهُ

وراح في كل البلاد يجوبُ

مِزَقاً بأرض القاعِ أمسى رمسهُ 

فليس تنفع دمعةٌ ونحيبُ

سلطانُ هذا البحر مدَّ نفوذهُ

ملكَ الرقابَ وقلدتهُ شعوبُ

دررٌ بأحشاء المحيط كوامنٌ 

كنوز شتى طَالَهُنَ دؤوب

ألقى به الديان رزق عبيدهِ

نفطٌ وغازٌ يحتوي وذهوبُ

نِعَمٌ على مَرِّ الزمان سوابغٌ

دريرُ ضرعٍ يا أُخَيُّ حلوبُ

وعالم الأسرار مخبوءٌ بهِ

يحتارُ في ذاك المجال لبيبُ 

الشمس تلقي في المياه شعاعها

مطرٌ يُؤَلفُ في السحاب سكيبُ

ويُساقُ للأرض القليل غناؤها

 فالخير في إتيانهِ مصحوبُ

وفيهِ مايشفي العليل إذا أتى

مشفىً يُؤَمُّ ملتقىً وطبيبُ

هو آيةٌ لله  إن كان القضا

في يومِ يُسجرُ والقيامُ قريبُ

الوحشُ تحشرُ والنفوسُ تزوجتْ

فذاكَ يومٌ لو نظرتَ عصيبُ

سبحان من خلق الوجود باسرهِ

بالفضلِ يشهد مسجدٌ وصليبُ

وخَصَّ بالذكر الرفيع نبيهَ

أمر العبادةِ عنده مرغوب 

قد جاء بالخُلُقِ الكريم مع الهدى 

به استنارتْ في الظلام شعوبُ 

حشراً إلهي تحت ظل لوائهِ

لعل مرضاة الإله أصيبُ

في جنة فيها منازلُ عدةٌ

 تهفو إليها أنفسٌ وقلوبُ

^^^^^^^^^^^^^

مع تحيات الشاعر عبد خلف حمادة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عفوا أيها القلم بقلم معز ماني

   عفوا أيها المستقبل  أنا لا اعرفك أيها المستقبل ولكنني عرفت الماضي أنا لا أفهم لغتك لأني لم اتعلم  غير الماضي ينام ولا يبالي كان يا مكان و...