الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

اضرب بعصا السنوار بقلم عماد نصر

اضرب بعصا السنوار

اضرب بعصا السنوار ، يا أسدَ الأزمانِ
يا من وقفتَ في وجهِ الردى لست جبانِ
قد نادى المجدُ من أعماقِ قلبِ السهلِ و الجدرانِ
اضرب ... فالعصا في يدِك ، طوفانٌ من النيرانِ .

اضرب بعصا السنوار ، صرخةً تُزاحمُ الرياحَ
يا من إذا جالَ العدوُ كعاصفٍ ، كنتَ الفلاحَ
تمدُّ يدًا في وجهِ الغزاةِ
تزرعُ ثورةً بينَ الصخورِ القاسية ، بلا سماحِ .

يا فارسَ الحقِّ الذي لا يلين
و في قلبكَ لهيبُ الحريةِ ، يصرخُ في السنين
قد جئتَ من غبارِ الخنادقِ ، و من عتمةِ القبور
تُعيدُ للترابِ صوتًا قد ماتَ بين السطور .

اضرب بعصا السنوار
فالكونُ يرتعدُ من جبروتِ من ملكوا القرار
و السماءُ تنشقُّ
تغسلُ وجهَها من غبارِ الحروب
و تنادي : يا من لستَ إلا سيفًا مشحوذًا
اضرب ، و لا ترحم طاغيةً
و لا تبقِ له على أمانٍ .

فاضرب ، يا ابنَ الكفاح
اضرب بعصا السنوار ، كأنَّك السيفُ و الرماحُ
و الأعداءُ كالأشباح
يمضغونَ خوفهم في زوايا القصورِ
و أنتَ قادمٌ نحوهم كقادمِ الأعصار

يا مَن حُفِرَت أسماؤهم في الصخرِ 
وأنتَ ترسمُ على السماءِ نصرَكَ
بالعصا التي تغلبُ الحديدَ و البشر .
فلا تيأسْ ، و الليلُ و إن طال
فالنهارُ من تحتِ قدميكَ يطلُّ من جديد .

اضرب بعصا السنوار ، و الريحُ ترقصُ حولك
و البحرُ يرفعُ راياتِك فوقَ الأمواجِ
يا من تُقاومُ بالأملِ
تزرعُ في الأرضِ حصادًا من نارٍ و تمرٍ
و كلُّ من شكَّ أن العصا تهزمُ سيوفَهم
سيرى اليومَ كيف تخضعُ الجبالُ
أمامَ عزيمتِكَ التي لا تنكسر .

اضرب بعصا السنوار
يا من حملتَ جرحَ الوطنِ على كتفيكَ
و جعلتَ من الصمتِ لسانًا يقول : " لن ننهزم " .
في يديكَ القرارُ ، و في عينيكَ فجرٌ يُشعلُ الطغاة
يا من جعلتَ من عصاكَ رايةً للقتال
اضرب
و لا تخف من جبروتِ من حكموا بالحديدِ و النار .

اضرب بعصا السنوار
فالسيوفُ التي رفعوها ستنثني أمامك
و كلُّ قلاعِهم ستنهارُ في لحظةٍ
حين تصرخُ في وجهِ الزمان : " هنا ، أنا
ابنُ الأرضِ التي لا تموتُ ،
أنا من يُحطِّمُ السلاسلَ،
و يسيرُ نحو الشمسِ بلا قيود " .

اضرب بعصا السنوار
ففي كل ضربةٍ منك نُصرَةٌ
و في كل جولةٍ تكتبُ أمجادَ وطنٍ
قد نبتَ في رحمِ الليل
لكنه لا يعرفُ إلا كيف يُشرقُ من جديد .

يا ابنَ الصبرِ و الشموخ
يا من حملتَ على كتفيكَ وجعَ الصخرِ و الجروح
اضرب بعصا السنوار
فالأرضُ تنتظرُ منك أن تعيدَ لها حقَّها
أن تغرسَ في قلبِ الظالمين سيفًا
من يدِك ، و من نورِ عينَيك
و تعلنَ نصرَ الفقراء .

عماد نصر / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تأملات بقلم عبدالرحمن المساوى

تأملات مايضير شعب مكلوم الفؤاد شريدُ سبعون عاماً معذبٌ مأسور مجروح الوريدُ حياته شهيدٌ   مماته وليدُ صبغته مكافح مقاوم (مقاتلٌ عنيدً) تغييبي...