عندما تلجأ إليك ابنتك أو أختك طلبًا للمساعدة في مواجهة مشكلة أو خطأ وقعت فيه، يجب أن يكون رد فعلك الأول هو الاستماع إليها بكل اهتمام.
فقد تكون تعرضت لموقف صعب، سواء نتيجة غفلة منها أو استغلال من الآخرين، أو حتى مضايقة خارج إرادتها، في تلك اللحظة الحرجة، تحتاج إلى دعمك وتفهمك.
إن الإنصات لها بعمق يُشعرها بأنك موجود من أجلها، وأنك سندها في محنتها.
بعد أن تفتح قلبها لك وتشاركك ما حدث، يمكنك مساعدتها في إيجاد حلول لمشكلتها، مما يعزز ثقتها بك ويشعرها بالأمان.
في هذه الأثناء، تصبح أكثر قابلية لتقبل النصح وتصحيح الأخطاء.
أما إذا شعرت بالتجاهل أو التعنيف، فقد يدفعها ذلك إلى البحث عن دعم من صديقات غير موثوقات أو حتى شباب يستغلونها، مما يعرضها لمزيد من المخاطر.
بعد أن تتجاوز المشكلة وتساعدها على النهوض من جديد، يمكنك بدء حوار واعٍ؛ فلا بأس من توجيه بعض اللوم البناء، شرط أن يكون ذلك بطريقة تعزز نضوجها. استغل هذه الفرصة لتحذيرها وتربيتها بأسلوب إيجابي، متحدثًا عن كيفية تجنب تكرار مثل هذه المواقف في المستقبل، وامنحها الأمان الذي تحتاجه حتى لا تنحط أخلاقيًا.
وتعامل بحزم وجد في التوجيه والتحذير والتربية، واصنع توازنًا تربويًا بين الحنان والحزم.
تذكّر أن الفتاة، عندما تتلقى حبًا ودعمًا وكلمات طيبة من أسرتها، لا تبحث عن مصادر أخرى للتقدير.
فطبيعة النساء تميل إلى المودة والحنان، وعندما تشعر الفتاة بأن عائلتها تدعمها، فإنها تتشبع بالحنان والتقدير، مما يقلل من فرص بحثها عن الحب في أوساط الشباب والإنحطاط.
إن رغبتها في الحصول على التقدير والحنان قد يدفعها أحيانًا إلى التنازل عن بعضًا منها.
ليس عيبًا أن تدلل أختك أو ابنتك بكلمة طيبة، أو أن تبدي لها محبتك من خلال شراء شيء بسيط يعبر عن تقديرك.
إن مدحك لقيامها بواجبها في المنزل أو لطبخها الشهي، أو حتى إظهار اعتزازك بإنجاز بسيط حققته، هو تعبير عن الرجولة الحقيقية.
فبدلاً من توجيه مشاعرك الإيجابية نحو بنات أخريات، تذكر أن أهلك هم أولى بهذه العناية.
فكل كلمة طيبة أو لفتة صغيرة تعزز من ثقتها بنفسها وتعمق روابط المحبة والألفة في الأسرة.
إن هذه اللحظات من الدعم والحنان هي ما يبني شخصية قوية في نفوس الفتيات، ويمنحهن الأمان العاطفي الذي يحتجن إليه.
تذكر أن دورك كأب أو أخ يتجاوز مجرد تقديم دعم مادي؛ فهو أيضًا يشمل التوجيه، كن واعيًا في تربية وحماية أعراضك، وعلمهم كيفية التعامل مع تحديات الحياة بثقة ووعي.
عماد الدين الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق