شعر:عبد خلف حمادة
*************الله أشكر أن لبَّى مخاطبتي
إليه أضرع في السراء والمحنِ
هو الملاذ إذا أسبابها انقطعت
يزجي العطاء بلا حدٍّ ولا مننِ
ومفزع العبد إن تاهت بهِ سبلٌ
بأمرهِ الضر مكشوفٌ مع الشجنِ
وحافظ النفس من سوءٍ ومنقذها
هو المؤملُ في سرٍّ مع العلن
ومَن بلطفٍ أمور الكون يصرفها
وغير مفتقرٍ للعالمين غني
مامسَّهُ أبداً في فعلهِ نصبٌ
أشياءُ خارقةٌ للعرف والسننِ
وكم فزعتُ إلى الرحمن أسألهُ
كشف الخطوب ومنجاةً من الحَزنِ
ضُرِّي وبثي إليه بتُّ أرفعهُ
وأذرف الدمع والأعضاء في وهن
وَ مُنزِلُ الثقل بالمعبود يسعفهُ
من غير سئلٍ يمدُّ النفس بالسكنِ
فمن لضيقٍ سوى الدَّيان يوسعهُ
وهل أمورٌ_وعندي الله_تزعجني
مع القنوت على الأحوال أُطلعهُ
أرجوهُ ملتمساً بُرْءً من الوثنِ
فالله مرتجياً عفواً أخاطبهُ
يبدِّل القبح والسفساف بالحسن
فمزن رحمته بالخلق هامعةٌ
تخلِّص الروح من شينٍ ومن عفنِ
قرآننا دررٌ آيتهُ عظمت
مكيةٌ نزلت ومثلها المدني
شكري لهُ أدبٌ والشكرُ نعمتهُ
ماغرَّد الطير في عُشٍّ وفي فننِ
فما لنفسي سوى الطاعات تزكيةٌ
فَمَبْرَكُ النوق مملوءٌ من العطنِ
كم من نداءٍ أجاب الرب في عجلٍ
وأفرخ الروع في أجناب مؤتمنِ
خصَّ العبيد بخيرٍ وافرٍ وعلا
وَ رُبَّ مضطرٍ أنجاهُ من فتنِ
ويجزل الجود والإحسان سلعتهُ
وكلُّ جودٍ لديهِ سائغٌ وهني
وبالكنوز نبي الله أرسلهُ
نورٌ أضاء القبلتين سني
جرَّاء عزمتهِ قد بات مندحراً
ما حاق بالعزم من ضعفٍ ومن وسنِ
قد هلَّل الناس والدنيا لمقدمهِ
هادٍ بشيرٌ كريمٌ غرَّةُ الزمنِ
أتم أخلاق الرجال كريمةً
فشاطىء البر مزحومٌ بذي السفنِ
نقَّى بطلعتهِ ماشابَ من كدرٍ
وأنعش الروحَ تشريعٌ مع البدنِ
مثالب الكون قد عرَّى حقيقتها
فما خروجٌ بغير القطن والكفنِ
قد أصبح الكون مفتوناً بطلتهِ
وَ بدَّل البِشْرُ مافي الغم من سِحَنِ
يارب ملتجئاً أرجوك تعتقني
من نارِ تسفعني في الوجهِ والبدنِ
و خففِ الموتَ عني إن تداركني
في يوم أغربُ عن أهلي وعن وطني
فسلعة الله ما أسنى تجارتها
هيَ الجنانُ وحار العقلُ بالثمن
منهاجُ أحمدَ ما أرقى قواعدهُ
نِعْمَ الشريعةُ هذي فطرة اللبن
الزمْ مبادئها واعمل بموجبها
هذا_فديتكَ_عندي أشرف المهنِ
كن كيِّساً ثاقبَ الآراءِ معتدلاً
فأنت تدعى بعرف الناس بالفطنِ
قاربْ و سدِّدْ و زكِّ النفس بالعملِ
ما ملَّت الخيلُ من عَدْوٍ ومن صفن
*************
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق