بقلمي فدوى گدور
البوح صاخب صارخ
صداه يعانق المدى
زخما تتماطر الهمسات
على أرصفة رحبة
مترعة حوافها
بين ذهاب وإياب
قهرا تتلاطم المسافات
نوائب شامخات
عالية عروشها
متشعبة فروعها
والصروف دروبا وشوارع
بين أمس وحاضر
صلفا تتشابه المساءات
الجسوم تترجرج أفئدتها
منزوية تتراقص أطرافها
لا أسقف ولا معاطف تدثرها
لا أنفس ولا تنانير تدفؤها
عبثا توقد قناديل العزم
والهامات مطأطأة
أثقلتها حلكة التفاهات
بين ميلاد وفقد
بين إدبار وإقبال
تتوه الغيوم... لا تدري...
على أي صراط ستسقيم
تحتار الهموم...
هل تفجر عبرات العيون
أم تسعر جمرات الجفون
الشفاه الخصبة غدت عطاشا
تشقق أديمها
جفت ونضبت رضابها
فكيف نتعافى
والشروخ عظيمة
والبسمة في عرفنا رذيلة
كيف نتغاضى
والنظرة متمردة طليقة
وإن كبلت جريمة
ضاعت مفاتيح الصبر
لا فرج ولا فرح...
متاهات.. متاهات..
تباعا تتهاوى الابتسامات
مهلا أيها الظلام الكاسح
مهلا.. لا تجتح مدينتي
لا تدهس ما نبت من قبس
على أعتاب الأمنيات
لا تعجل برحيل النور
فالشرفات غربة
وإن اكتظت بأصوات النداءات
مهلا لا تطمس ما برق من فرح
في سماء النهايات
فالليل صقيع ووجع وآهات
ولم نغزل بعد من كبة الصباحات
سوى واهنات واهنات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق