#نصائح_أب_مشفق
بقلم
#محمودالشهاري
أي #بني...
إياك
أن تقارن نفسك بأحد!!
..فأنت لا يشبهك إلا أنت.. لذا فمن الغباء أن تقوم بذلك.!
لا يهم من تكون .. ولا يهم أكنت ذا جاه أم بدون جاه تكون ..!
أم ملكا أم أمير..أو رئيسا أو وزير ، أم مواطنا ليس غير ..!
أو إلى أي طبقة تنتمي للأغنياء أم للفقراء.. أو كنت أبيض اللون أو أسود ...
الأهم من هذا كله .. هو أنت، متفردا بشخصيتك ، بأخلاقك، بمبادئك وقيمك ، متميزا بأعمالك وأقوالك وبتعاملك ، متوهجا بصفاتك ، وذا لمسة إيجابية مميزة ...
وبهذا فقط تكون أنت أنت .. وأنت من أثبت وجودك.. و أنت من فرض على المجتمع احترامك واخترت أسمى الأماكن رفعة وحددت مبتداك الزاهر ومصيرك الفاخر ...
أي بني..!
إياك إياك.. أن تسمح لأحد بتغير شيء من ذلك أو من أجل شخص ما .. واجعل (أنت) حرما آمنا و محرما على كل من تسول له نفسه النيل منك أو فكر في ذلك ،..
واحذر أن تقلد يوما أحدا ، أو تتشبه به. فكل من حولك سيء بل وأسوء .. ولا تعمَ عيناك عن رؤية ذلك الجانب الأسود الحالك ،
وهذا لا يعني أن الجميع كذلك فمنهم من يحمل بين حناياه شخصية رجل رائع ، وأروع في جانب ما ،..
أي بني ..
لا تهتم لنظرة الناس إليك أو بعض أقوالك أو إلى شيء من أفعالك.. فليس للإنسان نظر ثاقب واعلم أن كل واحد ينظر إليك من زاويته الخاصة ولهذا تتعدد آرائهم وتختلف وجهات نظرهم فيك ، فلا تعبأ لها ولا تهتم لوقعها فسيتعبك حينئذٍ ذلك .. ويخلق أمامك دربا حالكا شائك .. فدعهم وشانهم ففراغهم أشغلهم بحالك هذا إذا لم يخنقهم ويؤرقهم نجاحك .. فكن على حذر وإياك أن يجروك إلى وحل فشلهم فتفقد أغلى ما لديك وهو ( أنت ) فعي ذلك ..
و الأهم يابني.. هو ذاك الذي يمنحك رسوخا لا يقودك إلى إهلاك نفسك ..هو معرفتك قدر نفسك و مدى قيمتها ، وتعرف مساوئها و محاسنها ، قوتها و ضعفها ..طيبتها ومواضع خبثها وتنشغل بإصلاحها وتطويرها ليكتمل لك حسن طباعك ...
ولدي الحبيب ..
أنت وحدك من تعرف من أنت ،..
أنت وحدك من تعرف مقدار معاناتك أوجاعك التي اخترقت قلبك الطاهر.. وتعرف ابتسامتك التي منحتها عزة وكبرياء لتخفي بها ما يختلج في صدرك من أمواج معاناتك ووطأة آلامك.. ليرى فيها جميع محبيك وأحبائك تربعك أعلى قمم السعادة .. و تحرق بتلك الإبتسامة صدور أعدائك وحسادك.. فلا يحزن عليك حبيب ولا يشمت بك حاسدٌ لئيم ..
أي بني
ولدي الحبيب...
إن أردت أن تحيا مرتاح الضمير ..حر الإرادة والتفكير .. واضح الملامح للصغير والكبير .. لا يختلف فيك اثنين .. فإياك إياك أن تتفنن في لبس الأقنعة المزيفة لأجل تحقيق مصلحة أو تغرير وخداع وإغواء ...ففي وجهك من الجمال والصدق والصفاء ما يغنيك عن تشويهه بقناع النفاق ..
ولا تهتم لمن عمى بصره وعميت بصيرته عن رؤية ذلك النقاء في وجهك الوضاء .فالعيب ليس فيه ولكن في تلك العيون العمياء ..
ولا يدفعك عماهم إلى ارتداء القناع لأجل أن تحظى بشيء من رطب نخالهم العقيمة في صحراء حياتهم الموحلة بشرور مساعيهم السوداء و التي أمست من كل خير قاحلة جرداء .. فجوهرك الطيب ومعدنك الأصيل يأبيان لك ذاك ولا ولن يسمحان لك أبدا بارتداء قناعٍ زائف .. فالشمس يابني
مهما توارت خلف الغيوم السوداء يظل شعاعها متوهجا ونورها يخترق سوادها غير عابئٍ بكثافة ذاك الغيم الهالك ..
وكن سيد نفسك قبل أن تطلب السيادة على غيرك .. وامتلك زمام جميع أمورك ولا تأتمن على أحدها أحدا ممن هم حولك أو ترخي يوما زماما فيلوح في أفق التفريط شقاؤك.
أي بني ..
خذ من دنياك ما يناسبك واترك مالا يناسبك .. ففيه راحة بالك وسعادة حالك وتخف مؤونتك و يصفو عيشك ..
وانفر من كل ما فيه عيب أو نقص من قول أو عمل واخلص نواياك للخير فقط تنل ذكرا عظيما وتنزل منازل العظماء ..
أي بني ..
إياك وطلب مودة الآخرين بشتى الوسائل والأساليب... ولا يحزنك إن منعوها عنك رغم كثرة مواهبك لهم وغزارة عطاياك وتفانيك ..فالمودة والمحبة وحب الآخرين إذا أردته فاطلبه بإرضاء رب العالمين وابتغاء وجهه الكريم في كل نواياك ومساعيك فيرسل عليك محبة من عنده .. فتأتيك على حب منها قلوب العالمين ..
وإياك إياك أن يشغلك عن ذلك حبٌ شقيٌ مبين يغريك بحب بشرٍ من طين فتحله من نفسك مكانا عليين .. وتتخذه صديقا وأمين ..فذاك حب يصم ويعمي كما بين ذلك الصادق الأمين.. واكتفي بحبك له غير منتظر منه مبادلة الشعور أو وفاء وسداد دين ..فإذا كان الغدر في الناس طبعا فالثقة بكل أحد غباء وسوء تقدير ..
تذكر أن..
مهما اشتد لهيب قساوة بعض البشر وعتت ضراوة ظروف هذه الحياة فلا ولن تدوم ومآلها الزوال والأفول وكلما اشتدت ضراوتها فإنما بشائر خير قادم .. وعهد متجدد ..
فما عليك إلا تحملها وأكمل المسير بخطى واثقة لتصل إلى ما تصبو إليه موفور النصيب..
أنت يابني .. أنت لا تقارن... أنت ليس لك نظير ..
أنت ياحبيبي ..
لن تتكرر..