حــــــــــــــــــــــــــــــــب الــــــــــــــــــــــوطن
الوطن هو مكان تستقر فيه الجماعة، وهو سكن يحميهم ويوحدهم ؛ يجمعهم فيه الدين
و التاريخ والتقاليد والتراث والعرق يشعرون فيه بالأمن وإحساس الإنتماء ٠
"ليس مفهوم الوطنية"
هو الإحساس بالوطنية فقط إنما هو حب وعشق للوطن ونضال ودفاع عنه وتضحية في سبيله ودفاعا عن رايته ؛
فمفهوم الوطنية هو حب عميق متجذر في أعماق النفس كغرس مزهر له مقة مخصوصة ؛ متأصل في الذهن ؛ وهو عشق منقوش على جدران القلب وإحساس منعم يسري في الشرايين كتدفق الدم،
الوطن ملاذ وأمان وملجأ: والوطنية هي تعلق روحي
بين الفرد ووطنه وشعور بالعزة والفخر بالإنتماء إليه ؛
ولا بد لكل شخص أن يتمسك بالبقاء في وطنه في شتى الحالات ويتقبله مكانا للعيش في الحرب والدمار والأزمات ؛ فلا يغادره لأي مكان، يصله به رباط وثيق ؛فالوطن بمثابة العبادة والإيمان يحمل سمة القداسة ؛ يستعذب طيب تربته ؛
ولطالما تغنى به الشعراء الوطنيون في قصائدهم وكانت الكلمة الشعرية الموزونة سلاحا فعالا حين تطرق الآذان وتحرك الأحاسيس وتستنهض الهمم في تحد ؛ أمثال أحمد شوقي وأبو القاسم الشابي وغيرهم الكثير،
والوطن هو بمثابة الأم الحنونة تحمي أبناءها وتحضنهم
وعلى كل فرد يقدر شرف الإنتماء لوطنه أن يدافع عن وطنه ويحميه بما يملك من جهد"
..
"ففي معنى الوطنية":
إتحاد ووحدة ونصرة شعبية ؛ والأجمل من هذا حين تتحول الوطنية الداخلية إلى وطنية الأمة كلها ونصرة عربية موحدة ويتحول فيها حب الوطن إلى حب كل الأوطان العربية كأمة واحدة،
ففي يوم من الأيام خيم الظلام على أرضنا البهية،
وانتشر الجراد فوق الثرى ونزفت جرحنا،
وأينعت أشواك الأسى وتعمقت الأوجاع،
لكن صوت الأمل لم يمت فينا
قالكل يحلم بأن يجود غيث السماء فيتطهر الطريق من ضيق الوحل،
فذا وطني الحبيب البوم كئيب وغدا سيكون سعيدا،
حتى أتى اليوم المشهود وتحقق فيه الرجاء،
وهبت فيه نسائم الرياحين وتراقصت فيه سنابل الأحلام حتى أمطرت غيمات الجود والحب والكل يحلم بقلب مستعر
وبربيع أخضر،
،
فقد آن الأوان الآن أن يغيب فيه شبح الحزن،
" حلقت الصقور في فضاء رحيب،
وتلألأت النجوم نورا في السماء
حتى أضاء بريقها كل الأرجاء
وهاهي رائحة الطيب تفوح
في روح يروح الروح،
وعبق تستعذبه النفوس
ها قد أطل الصبح
من الأفق البعيد وفتحت كل النوافذ تستقبل إشراقته"،
وغردت فوق الأغصان الطيور
فسكنت الجراح وعصفت الرياح
تنثر بذور الزهور في كل الفجاج
فذا وذاك في حبور وسجود،
حمدا لربي المعبود فتلك هبة القدر الجليل،
"فتفتحت كل الورود في البساتين
وتراقصت أشجار الزياتين، والياسمين
على لحن أنشودة الحب المعمود،
وعلى كل غصن أملود نمت زهرة
الفرح والحياة البهيجةفي وطني الحبيب"،
_