( تلك الأيام ) أحمد طلبه.
....................... ..................
كم حاولت مرارا إقناع الأيام بأن هناك
ألوان آخرى غير الأسود...وهى مازالت تحاول
إقناعي بأن اللون الأسود هو سيد الألوان.
هكذا الدنيا ساعة بالغة الدقة
تحصي علينا أيام العمر في دقة بالغة
ثم تفقد الذاكرة ....وتكذب علينا ...
وتسرق منا كل لحظات السعادة.
وإستدعتني بالأمس للوقف أمامها كما تعودت
في مثل هذا التاريخ من كل عام.
إنها مرآتي اللعينة كي تختبر صبري وتحصي معي
إنتحار دقات قلبي...ثم تعري دموع عيني.
وتشمت بفؤادي....وتصرخ في وجهي...
وتقول....أرأيت....فأجلس صامتا...صاغرا
كمن يريد المعذرة...أجلس في إنحناءة مذنب
يطلب المغفرة...ويتوسل الغفران ....
من شيطان يعظ......وقديس ملعون.
ثم أذهب أبحث عن حبر لا يفضح وجعي
ولا يخلع عن روحي رداء الكبرياء.
حينها...أود الغياب عن عالمي...
أو التلاشي كإنصهار ثلوج الشتاء...
كسحاب أمطرت على أرض....فماتت.
قضينا جل عمرنا نبحث عن الحب...
ونتسول من يدي الدنيا بقايا طعم السعادة
نتوسل بها ..وإليها...أن تدق الباب...وحين تآتي
تآتي على إستحياء ..فإذا هى لقطة باهتة
أداها ممثل فاشل ضمن فيلم طويل ...هابط..كئيب
يحاكي رحلة بائسة فى سرادق عزاء.
لا تعرف روح الإنسانية ...ولا معنى للإبتسامة
ولا تدرك الى أين المصير.
لنكتشف فى النهاية أن نصف العمر ضاع في الأحلام...والنصف الآخر ثقلت به الأيام.
نعم....نحن أبناء الصبر....والطرق المبتورة
والأحلام المستحيلة....والنداء المقطوع.
ولسوف نستمر عابرين شئنا أو أبينا نقطع الطريق
بخطوات مرسومة...على سطور منتظمة.
وتدق ساعة الرحيل معلنة نهاية النص...
ويغلق المسرح أبوابه ...
دون عنوان يجمعنا...... أو حتى رسالة وداع.
وتلك هى الرسالة.....قرأتها فى أعين الزمان
( السعادة والحياة.....متضادان شرسان )
وان الحب ...والوفاء....والأخلاص...فقدوا البصيرة
وأن القاع قد أصبح شديد الإزدحام ....
وإن كان لا بد من الرحيل.....
فليكن .......رحيل النبلاء.
كم هي ثقيلة تلك الأيام ..نستقبل منها الصدمات
بصدر رحب...ومشاعر متجمدة......وأحيانا..
نشعر وكأننا على حافة البكاء ...لكننا نتماسك
آملين ان نصل الى نهاية الطريق...
وها قد وصلنا.....فهل يحق لنا البكاء الآن.
عزاؤنا أن الغد منزوع من يد البشر...