كل عام وانتم بخير متجدد مستدام
يحتفل العالم كل عام بسنة جديدة ويطوي صفحة من التعداد الزمني الذي وضعه البشر , ولكنهم ينسوا الكثير من القضايا التي عليهم الالتفات لها بما في ذلك السلوك والنشاط البشري المعادي للطبيعة والحياة .
وفي كل عام في مثل هذا اليوم تستقبل البشرية عامها الجديد وتودع القديم بموجة مسعورة من الانفجارات المروعة التي تهز جدران المدن والأزقة العتيقة في كافة أصقاع الأرض المعمورة .
وفي كل عام في ليلة واحدة تصرف مليارات الوحدات النقدية وتفجر على شكل ملوثات ملونة متنوعة يتم نثرها في الهواء وتتراكم غبارا في لا النهاية منها ما يبقى عوالق في الهواء لعدة سنوات ومنها ما يتراكم مباشرة لترك تلوث مروع وحوامض عالية في التربة وكل شيء يتراكم فوقه ذلك الغبار الغير مرئي .
في الدنمرك لوحدها في كل عام يعلن في اليوم التالي لرأس السنة عن إصابة ما لا يقل عن 50 جريح مفرقعات , وكأنها حرب ضروس طاحنة ومعركة حامية خاضتها المدن والدول المختلفة حول العالم ,, كم نحن تافهين بنو البشر وكم نحن مجحفين بحق الحياة والطبيعة و أنفسنا , وصدق القدماء حين قالوا الجاهل عدو نفسه .
معذرة على الألفاظ التي نستحقها نحن كبشرية ما دمنا لا نتعلم من أخطائنا , ولا نحفل بسلوكنا ونكتفي بالتنظير والتشدق بأكبر الكلمات الطن انه و الرنانة وفي النهاية لا نحرك ساكن لتغير سلوكنا المعادي , وعاداتنا الرديئة التي نمارسها .
أن البشرية تعاني من أمراض جماعية تعيشها بشكل شمولي , من ضمنها ثقافة القطيع الدارجة , ويمارس البشر من خلالها سلوكيات لا علم لهم بما هي طبعتها وأصولها ومعناها , بل يمارسون شيء ما فقط لكونه منتشر بدون أي تفكير , به وما هي أبعاده , ومضاره , مثل الاحتفال بإطلاق المفرقعات أو إطلاق الرصاص في الهواء وغيرها من السلوكيات المعادية للطبيعة بلا معنا .
هناك آلاف الطرق الجميلة والراقية للاحتفال والفرح , بدون تلوث ولا إزعاج ولا إرهاب لكل الحيوانات والطيور والكائنات لكي نفرح نحن ونبتهج , وأي ابتهاج هذا وما معناه , وما هو أثره على الطبيعة , وخاصة مونه جماعي يمارسهن 7,8 مليار إنسان دفعة واحدة وفي خلال 24 ساعة متواصلة حول العالم , أليس هذا جنون جمعي وثقافة قطيع حمقاء ,,
مع الأسف الإنسان ما زال لا يعي ذاته كانسان حر واعي طبيعي بل هو عبد لسلوكيات وعادات كثر لا يفكر في غالبيتها بل يمارسها بلا وعي كافي لها .
في النهاية المعيار الذي نقيس عليه الأمور هو النتائج الفعلية , وكل ما يتعارض مع التنمية المستدامة وطبيعتها ومسارها نعتبره سلوك يجب تغيره والبدائل كثر لكل شيء , وهناك الكثير هو من مسؤولية الأفراد كأفراد ولا علاقة للنظام به أحينا , رغم إن النظام هو المقرر النهائي لكل شيء وهذا يجعله صاحب المسؤولية الكبرى والمضاعفة , ولكن الأفراد والشعب له دور كبير و مسؤوليات جمة أيضا عليه ممارستها وأخذ دوره فيها والمبادرة لخلق البدائل وتغير السلوك الذي يساهم في تحقيق حاجات التنمية المستدامة ,
كل عام ونتم بخير جميعا وبصحة وسعادة متجددة مستدامة
رماز الأعرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق