===========
سهامُ العينِ أمضى من سهامِ
بجعبةِ فارسٍ أو قوسِ رامي
ولحظُ الحورِ لا يبقي لبيباً
ولا يبقي مجالاً للكلامِ
سهامٌ في القلوبِ لها نفاذٌ
ونارٌ في الحشا فوقَ الضرامِ
إذا انطلقت ولاحظَها لبيبٌ
تلوَّى كالمقيمِ على سقامِ
وعاقرَ خمرةَ الأشواقِ قهراً
وأهدرَ دمعَهُ مثلَ الغمامِ
ونامَ على صفيحٍ من سهادٍ
وهاجَ لصوتِ ساجعةِ الحَمامِ
وأضحى يشتكي من غيرِ شكوى
ويحكي عن عذاباتِ الغرامِ
ولولا نظرةٌ لعيونِ حورٍ
لأمضى العمرَ في روضِ السلامِ
وما ذاقَ النوى عن غيرِ قصدٍ
ولا عرفَ التباكي في الظلامِ
وللعينينِ تأثيرٌ وسحرٌ
بقلبٍ قد خلا وفؤادِ سامِ
ومن يعشقْ جمالَ الغيدِ حتماً
سيسقطُ في شراكاتِ السهامِ
فياللعاشقينِ بغيرِ وصلٍ !
ويا للمبتلى وسْطَ الزحامِ !
ويا ويحَ الفتى يرمى طريحاً
بسهمِ العينِ مَرخِيَّ الزمان!
=========
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق