.... حلم لم يكتمل
الحياة هدية من الله ،و يهديك من رحمها من تشاركك فيها ، قبلت هدية الأحد الصمد و كذلك الصغيرة التي كنت أقبل عليها كالصباح بإشراقه وبسمته ، و كالنهار بضيائه ، والليل بوقاره و سكونه،والقمر بروعته و إتمامه ،وكان بيننا التفاؤل يحفه الفرح و السرور ،كما إستثمرنا في العطاء والحب ،كالأرض المباركة في باقة الزهر ،في ضياء القمر ،و حرارة الشمس ،في ظهور الورد ونفحات نسيم الروض ،هذه العطاءات المهداة حولناها إلى رصيد غير محدود يقينا شر المحن ، يبعد عنا الكوابيس و الهموم ،فكانت لعيوننا سندات للورود والياسمين وأغمار سنابل وعمائم ريحان ،و لقلبينا أمنا وسلاما ،و لعقلينا المعرفة و الدليل ،و لروحينا الصفاء و الإستقرار ، ولصوتينا نشيد البلابل و طرب العنادل،و لجسدينا الغطاء و الستر .
أهداني الله فأحببت كلاهما مثلما نحب اللباس الناعم و الرداء الجميل الحسن ، وسرت في طريقي غير متشائم و لا منقبض ولا محبط ،لأني لا أحب أن أرى من الورد إلا الشوك ،و لا من الشمس إلا لفحها ،و لا من الطريق إلا طولها.
ألا اكون هانئا بهذا الجمال الموجود المنساب مع شروق الصباح بسطوع شمسه ، وإسدال الليل ببزوغ قمره وتلألأ نجومه وأشعار الطيور .
كل هذه العطاءات أنمت تفاؤلنا فغذت روحينا و أعطت لقلبينا طاقة هائلة و إنشراح صدر و راحة للضمير .
لكن لما سكن التشاؤم قلبها ،و تغلغل الشك في نفسها ،شنقت العطاء،و ذبحت التفاؤل ،و نحرت الحب ألا ترى يا صديقي أنها حولت الحياة الجميلة إلى جحيم .
بقلمي / الأستاذ حسين حطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق