(( ياثاقبِ الفكرِ))
يا ثاقــــبَ الفكـــــرِ يا أيقــــونةَ الأدبِ
ألّفتَ في النّقدِ ما يدعـــــو إلى العجبِ
سطّرتَ في النّقدِ فكـــــراً كانَ معجزةً
وخــــيرَ ما سطّرَ النّقــــــادُ في الكتبِ
صحائفٌ كالسّنا بالعلــــــمِ حافلــــــــةٌ
فيهــــــــا البيانُ زهــــا كالدّرِ والذهبِ
تلكَ السّطورُ قطوفُ الوردِ زاهــــــيةٌ
كأنّهـــــــا منْ ضروبِ الشّهدِ والعنبِ
تصبو إليهــــــا عــــيونُ النّاسِ قارئةً
فيهــا من السحّرِ ما يبقى مدى الحقبِ
وكمْ جلــوتَ لنا عنْ فكــــرةٍ غمضتْ
حـتّى بدتْ مــثلَ روضٍ يانعٍ خصبِ
يا مبدعَ الحــــــرفِ كــالتّمثالِ ينحتهُ
اسلوبكَ العذبُ يدعـــونا إلى الطّربِ
بوركـــــتَ منْ ناقـــــدٍ فذٍّ ومنْ فطنٍ
أعادَ للعُـــربِ مجدَ العلـــــمِ والأدبِ
أحييتَ في فكّركَ المعطاءِ ما درستْ
من المـــــآثرِ والأمجـــــادِ والحسبِ
سموتَ في ســــاحةِ الإبداعِ منتصباً
وكانَ مسراكَ فـــوقَ النّجمِ والشّهبِ
لو قيلَ من سيّدُ النّقـــــادِ قــــــــاطبةً
لقلـتُ يوســــفَ ذاكَ النّاقـــدُ العربي
لمْ يثنهِ الدّهـــــــرُ عــنْ تحقيقِ أمنيةٍ
هو المـثابرُ في مسعـــــاهُ لمْ يَخِـــبِ
معــزّزُ النّفسِ شهمـــــاً في مروءتهِ
لو باتَ عدمــاً من الدّنيا على سغبِ
وما يبالي بما في الأرضِ منْ ذهبٍ
لو أحرزَ المجدَ والمأثورَ في الكتبِ
سمحُ الشّمـــــائلِ لا تغــــريهِ بارقةٌ
لم يرضَ غيرَ ذرى العلياءِ منْ رتبِ
تحيّةً لكَ منْ بغــــــــدادَ أبعثُهـــــــــا
فيهـا من الحبِّ ما يسمو عن الكذبِ
...........
بقلمي وريشتي/غزوان علي/ 27/9/ 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق