رسائل يكتبها الليل ٥٢
أصبحت حياتي روتينا قاتلا...!!
لقد تسرب الملل والرتابة إلى حياتي بعد الزواج، رويدا رويدا...
قبل الزواج كنت في نشاط يومي مستمر بين الدراسة وأنشطتي الثقافية... حتى أيام العطل، كنت دوما في تعاطي هواياتي، والأعمال المنزلية ومراجعة الدروس...
بعد الزواج والإنجاب، أصبحت حياتي روتينا قاتلا... وأنا بطبيعتي أكره الروتين...
إنه برميل البارود الراقد في أعماقي الذي يهدد بالانفجار المهول...!!
ماذا أفعل في بداية كل يوم، تتراكم فيه المشاغل، وتقبع الحاجيات في طابور الانتظار؟؟
اجر قدمي بين الحيطان البيضاء... عند الحوض بالمطبخ، تتغامز الأواني، وتتنطط في انتظار شلال المياه...
عند بيت الاستحمام، تتنطت الملابس منتصبة في تجمع عشوائي، تلوح بالأكمام، والياقات المتسخة في احتجاج... أمر حذوها في لامبالاة...
أدير راسي في تجاهل نحو الرواق... أرى النباتات التي تبدو جافة... وريقاتها تلوي أعناقها عطشا... كعطشي أنا للحب والحياة...!!
كل يوم، أقوم بنفس الأعمال...!!
روتين قاتل يحطم كياني... نفس الأعمال ونفس الإهمال الذي يقابلني به... نفس اللامبالاة... وكأنني كرسي... أو منضدة... أو أريكة...
القفر يقتلني... الجدب بأنواعه، يحطمني...
لم أعد أتحمل هذه الحياة التي لا أريدها...
ليتني أفر بجلدي إلى عالم يشبهني...
ترى هل سدت منافذ الرجاء؟؟
إلى متى أبقى لأغالب، واعافر، وأكابد كل هذا الروتين والإهمال، والرتابة... واللامبالاة...؟؟
يتبع
بنيامين حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق