بقلمى : د/علوى القاضى.
... جمال الرجل واكتمال رجولته في حيائه وأخلاقه
... فى ديننا الإسلامي وشريعتنا الغراء نؤمن أن خلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرا وأكثرها نفعا
... وإذا ذهب الحياء ذهب الدين كله
... والحياء عند الرجل هو أجمل شيء فيه ولاينتقص من قدره أو رجولته شيئا بل يرفعه ، وهو الذي يزينه , ويكسبه احترام الآخرين
... فالحياء خلق يجمل كل فرد وكل إنسان ، ولكنه في حق الرجل أكثر التصاقا
... إن كان الحياء فى شئ زانه وإن خرج منه شانه
... والرجل بدون حياء لاخير فيه ، ولذلك يجب أن يظهر فى كل تصرفاته - في لباسه وزينته - وفي مشيته - وفي كلامه وفي جميع ما يصدر منه من أفعال
... الحياء خلق عظيم ، وهو من الأخلاق الرفيعة التي أمر بها الإسلام ، وأقرها ، ورغَّب فيها وهو مايميز المسلم عن غيره
... حياء الرجل هو رأسماله ، فيه عزه ، وبه يحفظ كرامته ، وشرف أهله ، ولايوجد رجل صالح لا يزين الحياء خلقه
... فهذه أخلاق الحبيب محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وقد كان عثمان بن عفان أكثرهم حياءا حتى أن الحبيب محمد كان يستحى من حياءه
... قال عليه الصلاة والسلام : " إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ "
... وقال ابن القيم رحمه الله : الحياء مشتق من الحياة ، فإن القلب الحي يكون صاحبه حيا فيه حياء ، يمنعه عن القبائح ، فإن حياة القلب هي المانعة من القبح الذي يفسد القلب
... وقال النبي صل الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ )
... وقال ابن حبان : فالواجب على العاقل لزوم الحياء ، لأنه أصل العقل ، وبذر الخير ، وتركه أصل الجهل ، وبذر الشر )
... فاعتبروا يا أولي الأبصار
... وقال عليه الصلاة والسلام ( الحياء لا يأتي إلا بخير )
... رحم الله من دعا إلى الحياء وبشر بالجنة صاحبه
... اللهم استرنا بسترك الجميل فوق الارض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
... ولحفظ الحياء فى الشخصية المسلمة نجد أن منهج القُرآن والسنة ضبط مشيتنا " ولاتمشِ في الأرض مرحا " ، وضبط صوتنا " واغضض من صوتك" ، وضبط نظرتنا " ولا تمدنَّ عينيك " ، وضبط سمعنا " ولاتجسسوا " ، وضبط طعامنا " ولا تسرفوا "
، ضبط ألفاظنا " وقولوا للناس حسنا " ، وضبط مجالسنا " ولايغتب بعضكم بعضا " كل ماسبق لحفظ الحياء فى شخصية المسلم فالقرآن كفيل أن يضبط حياتك ويحقق لك السعادة
... كما أن غض البصر عن الحرام والمحرمات من الحياء ، ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ،،، ) فإنه لايملأ عين ابن آدم إلا التراب
... سألني ﺃﺣﺪ الأحباب ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
... ﺣﻴﻦ ﺃﻋﺠﺒﺖ ﺑﺰﻭﺟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ !
... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍﺕ ﻣﺜﻠﻬﺎ
... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺟﺘﻬﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍﺕ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ
... ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﻛﻞُّ ﺍﻟﻨَﺴَﺎﺀِ ﺃجمل ﻣِﻦْ ﺯَﻭﺟَﺘِﻲ
... قلت له : ﺃﺃﺧﺒﺮُﻙ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﺩﻫﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻣﺮّ ؟!
... ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻧﻌﻢ !
... قلت له : ﻟﻮ ﺃﻧﻚ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎلم ﻟﺮﺃﻳﺖَ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺃﺟﻤﻞ منهن
... ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ؟!
... ﻓﻘلت له : ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺯﻭﺟﺘﻚ
... ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻭﺗﻲ ﻗﻠﺒﺎً ﻃﻤّﺎﻋﺎً ، ﻭﺑﺼﺮﺍً ﺯﺍﺋﻐﺎً ﻭﺧﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻸ ﻋﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﺗﺮﺍﺏ قبره
... ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﺸﻜﻠﺘﻚ ﻫﻲ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻐﺾّ ﺑﺼﺮﻙ ﻋﻤﺎ ﺣﺮّﻡ ﺍﻟﻠﻪ
... ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺗُﻌﻴﺪ ﺑﻪ ﺍﻣﺮﺃﺗَﻚ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻟﻒ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﺃﺟﻤﻞﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ؟!
... ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻧﻌﻢ !
... قلت له : ﺍﻏﻀﺾ ﺑﺼﺮﻙ وتزين بالحياء
... ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻗُﻞْﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢ ﺫَٰﻟِﻚَﺃَﺯْﻛَﻰٰ ﻟَﻬُﻢْ ۗ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﺼْﻨَﻌُﻮﻥ )
... ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ ﺳﺘﺮﺍﻩ ﺍﻷﺟﻤﻞ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻋﺎﺩﻳﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻚ
... ﻓﺎﺭﺽَ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻚ ﻭ ﻻ ﺗﻜﻦ ﺃﻧﺎﻧﻴﺎ
... ﻷﻧﻚ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺗﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺟﻤﺎﻝ ﻭ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﺠّﻰ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻙ
... ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺟﻤﻞ ﻭ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ والحياء من الله
... ﺗﻠﻚ ﻟﺬﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﺵ ﻷﺟﻠﻬﺎ
... ﻭﻻ ﺗﻨﺲَ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮَ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ يجعل ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ الأجمل ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻚ ﺣﺒﻬﺎ
... المرأة الصالحه هي حسنة الدنيا إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك
... اللهم إهدنا وإهدي بنا
ٱمين ، ٱمين ، ٱمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق