لكَ المقامُ هوىً في القلبِ يا حَسَنُ
الحبُّ أنتَ وفيكَ الشوقُ مرتَهَنُ
والعشقُ فيكَ رضىً للهِ مظهرُهُ
لمثلِهِ تُلبَسُ اللّاماتُ والكفنُ
تسعى حثيثاً إلى مثواكَ في قبسٍ
معَ الحسينِ بأرضِ الطّفِّ تُفتَتَنُ
في جبهةِ الحقِّ كانَ القتلُ أمنيةً
في الحربِ في السِّلمِ أنتَ السيّدُ القَمِنُ
لا ترهبُ الموتَ مهما كانَ مبلغُهُ
طفلٌ وشيخٌ شبابٌ كلُّهم ثمنُ
بالروحِ نفديكَ بالأهلينَ يا أملاً
نحياهُ نهجاً بهِ الأوطانُ تؤتمنُ
تحتَ الرُّكامِ منايانا تئنُ رؤىً
للنازحينَ بلا خوفٍ هي السَّكنُ
عهداً معَ اللهِ لا نرمي بنادقَنا
نبني مقاومةً يحكي بها الزَّمنُ
تنعاكَ أدمعُ مَنْ يهواكَ في ألمٍ
نمضي بهِ جَلَدَاً ما مسَّنا الوَهَنُ
الروحُ في وجعٍ والعينُ دامعةٌ
وفي الفؤادِ لظىً إزفيرُهُ الشَّجنُ
قالوا وقالوا وفي الأقوالِ مَغْمَزَةٌ
النقصُ فيهمْ يُرى والحقدُ والدَّرنُ
إنْ تُبحِروا تغرقوا قالوا لهمْ شططاً
((تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ))
في منطقِ الجهلِ قد كانتْ حكايتُهُمْ
أو منطقِ الغدرِ كم فاضتْ بهِ اللُّسُنُ
أشرارُ دهرٍ جرتْ فينا غوائلُهُمْ
مستكبرونَ بأعرافٍ لهمْ فِتَنُ
ريحٌ بها سفنٌ للهِ راسيةٌ
رجالُ عزٍّ بها لا يُعرفُ الدَّخَنُ
حزبٌ بمولدِهِ قد كانَ مفخرةً
مباركٌ بطلٌ باللهِ مُقترِنُ
ما كانَ لبنانُ لولا جندُ قائدِهِ
في الحربِ ملحمةٌ تعلو بها المِحَنُ
ما هدَّموهُ مِنَ العمرانِ في مُدُنٍ
نفوسُنا هِمَمٌ تُبنى بها المُدُنُ
الفتحُ آتٍ بإذنِ اللهِ أنعُمُهُ
تترى شواهدُهُ جاءتْ بهِ السُّنَنُ
عنوانُهُ حَسَنٌ فينا شهادتُهُ
في التِّيهِ نبراسُ حقٍّ ما بهِ رَعَنُ
نصرٌ مِنَ اللهِ في القرآنِ موعدُهُ
بالجوعِ بالدَّمِ بالتَّشريدِ نُمتَحَنُ
شكراً بفيهِ الرَّجا تكبيرُ منتصرٍ
ما عادَ فينا أذىً ميدانُهُ الحَزَنُ
..........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق