نورٌ يخرج من وسط الظلام
الحلقة الثانية :
قال :
كنت قد كتبت في أحد الأيام أن الباحث عن الحق لا يراه إنما يرشده الله إليه..
بدأت استرجع كل ما حدث منذ حواري مع ذلك الملحد:
السؤال الذي عجزت عن اجابته.؛ دهشتي في تلك الطفلة الفلسطينية.؛ الأفكار التي تدفقت فجأة إلى رأسي وعدم قدرتي على النوم.؛ والاشعار الذي جائني كرسالة ربانية..
أنا أعلم بأننا نخوض حرباً فكرية ضخمة وأعلم بأن الاعداء لن ينجحوا في السيطرة على عقولنا و التحكم في أفكارنا و قراراتنا لاننا مع الحق ..
وأنا مدرك بأن حربهم ليست من أجل احتلال فلسطين أرض أجدادهم إنما غايتهم الأساسية هي فناء المسلمين وهذا الكلام يدركه أي مسلم ذو علم ومعرفة.، ولكنني تعمدت ذكره في قصتي لعل أحد الغافلين يقرأه فيستيقظ من سباته
دخلت إلى سجل النشاطات في تطبيق الفيسبوك بحثاً عن الفيديو الذي رأيته لتلك الطفلة.؛ وبعد قليل من البحث وجدت الفيديو ثم دخلت إلى الصفحة التي قد نشرت الفيديو
كانت صفحة شخصية لشاب ثلاثيني العمر.؛ كان وسيما بعض الشيء ذو ملامح رحمانية ووجه بشوش خصب تلك الملامح التي تبدو مألوفةً لأي شخص في الوهلة الأولى ويبدو أنه المعلم الخاص لتلك الطفلة..
وبعد تصفح عميق في صفحة ذلك الشاب أدركت أنه يُدرّس الفقه الإسلامي في ساحات المسجد الأقصى فقد رأيت عدداً من الفيديوهات لمجموعة من الطلبة التي كان قد نشرها مسبقا في صفحته..
كنت قد أعجبت بذلك الشاب لما يقدمه من علمٍ لأولئك الأطفال رغم الظروف التي تعيشها فلسطين.؛ فلسطين التي تتعرض لإبادة جماعية بأسلحة فتاكة بينما يدافع عنها شعبنا العربي بالهاشتاكات والمقاطعات..
وما زلت اسأل نفسي الهذا الحد قد ضعف الايمان وانبهرت عقولنا بالقشور والتفاهة حتى نجيب صرخات طفل تحت الركام بهاشتاك لعين..
ما شاهدته في تلك الليلة لم يكن مجرد أطفال يقدمون دروس الفقه..
او ربما هي كذلك للأشخاص السطحيين ولكنه بالنسبة لي كان مشهد غاية في الغرابة..
فإن الحروب التي حدثت في بلداننا أتت لنا بأجيالٍ جاهلة بعيدة عن الدين.. أما في فلسطين فالأمر مختلف.؛ هم يزدادون إيماناً وصبراً واحتساباً..
لم يكونو مجرد أطفال.. بل رأيت بهم نوراً يضيء الأمة ويرفع الهمة ويزيل الغمة..
تماما كالنور الذي ينبعث من وجه معلمهم ذلك الشاب الثلاثيني الذي أدركت نقاء قلبه من حب الاطفال له..
كانت جولة عميقة في صفحة ذلك الشاب..
عميقة بالشكل الذي جعلني أعود الى سؤال ذلك الملحد حين قال لي لماذا لا ينصرنا الله رغم أننا الدين الحق لأجيبه بكل ثقة ينصرنا الله بأمثال هذا الشاب الفلسطيني الذي يزرع الدين الحق في قلوب أطفالنا لينتج لنا جيلاً يعشق الموت في سبيل الله والختام حب للاستاذ الفاضل@عبد الرحمن مريش
بقلم الكاتبة
مونيا بنيو
منيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق