الاثنين، 24 مارس 2025

أمي.. أنت جنتي بقلم الطيب تشرين

أمي.. أنت جنتي

     يعز عليها أن تفارقهما.. تودعهما بالأحضان والقبلات.. تخرج مكرهة و تتركهما.. لكن عقلها وفؤادها يظل معهما.. تخشى أن يمسهما سوءاً وهي بعيدة عنهما.. خروجها ملزم عليها.. کي توفر لهما حليباً يغذيهما.. وهي بعيدة عنهما لا تفتأ تذكرهما.. رفيقاتها هانئات سعيدات.. يأكلن ويشربن مستمتعات.. بالهن خالي لا يعكره شيء، أما هي لا يطيب لها أكل ولا يستصيغ لها شرب وفلذتا كبدها عنها بعيدان. عليها أن تصبر حتى يحين المساء، موعد عودتها هي ورفيقاتها. لكن قلبها لا يطاوعها.. الصغيران سيجوعان.. سيصرخان.. أكثر ما يخيفها أن يقتحم عليهما في مكانهما كائن مجهول ويصيبهما بمكروه.. نبضات قلبها تتصارع.. لم يعد يحلو لها أن تستمر مع رفيقاتها.. هن لسن مثلها، لا جمر يحرق قلوبهن، ولا غصة في حلوقهن.. استمرارها برفقتهن حتى المساء فكرة لم تعد تحبذها.. قررت أن تعود قبل الوقت. أبناءها فوق كل اعتبار، ستغامر بأخذ الطريق لوحدها المؤدية لتوأماها.. لم تعد تخشى الذئاب وأبناء آوى.. هي ستصبح أم عامر وستبطش كل من يعترض طريقها.

     الطيب تشرين / المغرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

حكاية الأرملة السوداء بقلم: عبد الكريم علمي

مقتطف من حكاية الأرملة السوداء في قصة منطق الغابة. ............................................................................................