حروفُه طلاسمٌ
زعموا بأنّهُمُ تَحَرَّوا دفاتِري
حتّى يَرَوا ماذا أصوغُ، وأكتبُ
عن ساكنِ المنفى برغْبـَتهِ هو
ووسّدتُهُ ضِلعي كما كانَ يرغَبُ
بشغافِ قلبي كُنْتُ قدْ غَطّيتهُ
وعلى نياطِه يَعزفُ لايتعَبُ
يُلغي المسافاتِ الطَويلةِ بيْنَنا
بمدادِ شِريانِي رسائلَ يكتُبُ
كطلاسِمٍ للنّاسِ يُظهِرُ حَرْفَهُ
لكنّني وحْدِي أعِي ما يَكتُبُ
متعمّداً تضليلَهم عن دربِه
كي لايحاكُوا حرفًهُ، أويكتبوا
مثلَ الحروفِ المنتقاةِ لحبّنا
إنّ التّفرّدَ في الكتابةِ مذْهَبُ
كانَتْ قناعَتهُ ، ومعجَبَةٌ بها
من نبْعهِ أنهلُ ، ومنهُ أشرَبُ
عُزّالهُ تَعِبَوا، وملَّوا بحثَهم
ضلّوا طريقَهُمُ ،وخابَ المطلبُ
كنّا سعيديْنِ بوحدةِ فكرِنا
وبكلّ أفكاري تراهُ يرحّبُ
وإذاهفوْتُ إلى الصّوابِ يردّنِي
كقيثارةٍ فيها عزيفٌ مُجرّبُ
ويبسلمُ الآلامَ عندي ببسمةٍ
ويحملُ أعبائي،وما كانَ يتعبُ
قاموس قدْ أحتاجُ كيما أوفِه
جزءاً بسيطاً هذا لورحْتُ أسهِبُ
ودهراً سأمضيهِ لأسردَ قصّةً
فيها هوالبطلُ ، وكانَ الكاتِبُ
بحكمكَ ياربّاهُ كنْتُ رضيّةً
وأيقنْتُ أنتَ الحقّ فيما تكْتُبُ.
بقلم شفيعة عبد الكريم سلمان