لاحتْ عمامتهِ كالطود في الأفقِ
شيخٌ خَفارَتهِ كالعلم في الورقِ
من يصحب العلمَ يحسنْ فعلهُ ومتى
قولٌ يقلْ ، قولهِ كالشِعر يتّسقِ
هل مَنْ تذوّقَ حرّ الشمس في طلبٍ
ساوى الذي لم يطقْ صبراً ويحترقِ
هذا الذي ركب الأهوال منفرداً
بالعلم قال لجهلٍ مُتْ ولا تفقِ
علّامةٌ جسمهِ غطّتْهُ معرفةٌ
حتّى تطيّب بالآداب والخُلُقِ
في عينهِ أرقٌ في جيبهِ ورقٌ
في بيتهُ كُتبٌ والجسم في أَلَقِ
هل مثْلهِ واحدٌ عايشت في عُربٍ
كالبدر ساد وحيداً مبلج الطُرقِ
غصّتْ شهورهِ بالأشغال يا زمنٌ
حتّى استوى الذهن كالممراض بالأرقِ
فالزهر إنْ قربهِ يوماً دنتْ يدهُ
ضمّ اليدين وباس الرِفْقَ في العُنقِ
من حسْن قولهِ قولي كان يبغضني
ألفاظهِ رَطْبةٌ أندى من الوَدَقِ
قالتْ لهُ الغانيات إذ بدى قمراً
من حِشْمةٍ قد غدا يطفو على العَرَقِ
مِن طيْب رائحةٍ إذ هلّ منشرحا
قد خلتْ أركانهِ جزءاً من الحَبَقِ
مِن نسْلهِ سُلَّ مجدٌ ، من أبيهِ أتى
جِدٌّ ومن رأيهِ سرنا إلى الأُفقِ
كالشمس وجههِ لو كانت على قممٍ
كلؤلؤ البحر لو تلقاهُ في العمقِ
قالوا أمطلع بدرٍ عينه فأجا...
بَ البدر عينه بيتي داخل الحدقِ
أما مداري ففوق رأسهُ ومجر..
راتُ الفضا حولهِ حامتْ وفي نسقِ
ما قال قولاً وإلّا خلتُ قوله آ..
خرَ المواعظ قبل لفْظهِ الرمقِ
مِن حِكمةٍ خلتُ هذا، كالذي لَحَظَ ال
شعاع يغرب حين ساعة الشفقِ
من مثلهِ ينفق التعليم في أممٍ
من رؤية الشمس حتى رؤية الغسقِ
جميع الحقوق محفوظة