الأنا المزعجة أو تضخم الذات
بقلم : ثروت مكايد
(19-؟)
لم تشغل الدنيا منذ عصر النهضة أو ثورة أوروبا على الكنيسة الغربية أكثر ما شغلت بفكرتين : الأولى : الحداثة وهي ثورة على القيم التي كان يمثلها الدين بحيث لم يصبح الإله مصدرا لشيء في وعي الإنسان ، وحل محله العقل أو الإنسان أو الإنسان السوبر أي الإنسان الإله كما جاء في فلسفة نيتشه والتي كانت خلاصة تلك الفلسفة متمثلة في قولته : " مات الإله " ...
الإنسان قتل الإله ليحل محله ...
لكن تلك الفلسفة لم تلبث إن اهتزت بما أحدثته الحربان العالميتان من دمار لم يكن يحلم به الشيطان نفسه وعلى إثر ذلك جاء الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو بقولته بموت الإنسان ...
فإذا كان الإله قد مات كما قال نيتشه ومات الإنسان كما قال فوكو ليؤسس لمرحلة ما بعد الحداثة حيث لا ثابت ولا قيمة ولا شيء وإنما هو العبث المحض واللاخلق فلا سؤال عاد عن مصدر للخلق لكونها لا شيء ..وفي ظل هذا العبث أو الغبش جاء ريتشارد دوكينز بكتابه الأوسع انتشار في العالم وهو كتاب : " وهم الإله " ليؤكد لا على عبثية الوجود بل عبثية التفكير حتى إن السفسطة والبطلان تنتجان عبثا صرفا ....
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى نكمل فيه حديثنا عن وهم دوكينز ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق