السبت، 30 أكتوبر 2021

هاتف بقلم مونيا بنيو

 هاتفٌ


إتصلت به ...

وبعد ثلاث رنات طويلة

 رفع زوجي الهاتف

لم يكن هو ..

نبرةُ الصوت ليست بالغريبة لكنها 

غريبة في بحتها ومضمونها

بدأت دموعي  تسبقُ كلماتي

أحسستُ بأن زلزالاً ضربَ أغوارَ نفسي

و تسونامي ضربَ كلّ أوصالي

و بركاناً احرقَ كلَّ كياني


كلُّ جميل إندثرَ  و اضمحل ،

غزاني شرودٌ رهيب و جمدةٌ عجيبة.

وبددني شحوبُ ملامحي

 وتجمدت كل أطرافي 

 كان ذلك الصوت  يناغي وجعي وحيرتي .

أطبقتُ  بصمت طويل ...

خانتني روحي فتنبأت

 بكل الكوارث الكونية والبشرية

فإغلقت الخط ...


كانت يدايَ وكل أطرافي ترتعشُ رغماً عني 

كانت عينايَ تتغازلان ألماً ..

لم أكن أشعر بشيء او أسمع ..


وضع أحدهم يده على كتفي

فارتعدت في مكاني 

سألني و كرر سؤاله  

هل أنت ِ بخير ؟!

هل تشعرين أنك على مايرام

إنحنى ليكون أقرب ...

هل تشعرين .. أنك بخير ؟!

شده شحوبي وحالتي

إنني بخير أخي ..

كان خائفاً ان اسقط ارضاً

يمشي ويعيد النظر إلي في كل مرة

شيءٌ ما إهتز بداخلي بدأت شفتايَ ترتعشان 

وددت بعد احتراقي أن أعيدَ الاتصال

بعد ثمانية رنات طويلة رفع زوجي الهاتف

من خلال نبرةِ صوته ظننت أنه يتأوه

،رغم كل ماجري لم يبدِ زوجي دهشة

ولا قلقاً وهو يسمع صوتي يرتعش 

كان  قد اعتاد على خوفي وقلقي 

حاول،، تهدئتي ..

أنه بخير

شرحت له ما حدث معي ،،،

لم، يصدق أجاب فوراً 

جواباً قاطعاً .. لقد فعلتها !!!

كانت معي بالمستشفى

 لقد حدث لي حادث بالقرب من بيتها

لاتقلقي إنني بخير

ثارت اعصابي ، واثار تصرف 

أخته رغبة لدي في أن أصرخ بأعلى صوتي

لم يكن يقدر ان يبدي شيئاً

أمام هذا التصرف المخزي 

و الحيرة والوجع من الجهتين

أغلق  الهاتف غاضباً متألماً مصدوماً

ارتعدت من هول الحقد  الذي يسكنها 

والدمار الذي كانت مستعدة أن تلحقه بكلينا 

ولم تفكر بالعواقب ولا حالة اخيها الصحية

ولا حالتي النفسية التي أصبحت عليها 

اهتز كل كياني من بشاعة تصرفها

انها قد توقعت ان خبراً مثل هذا سيقضي عليَّ نهائياً


أمرٌ مضحكٌ أن تتلقى الضربة من أقرب المقربين 

كم من محاولة مخزية تعيد نفسها

 ،تكيد كيد إبليس وتحاول بكل الطرق 

ولم تيأس حتى بعد عمر من العِشرة ، ياللوقاحة 

تمثل  دور العشيقة وتتقن المهمة 

لتقتل الزوجة والحبيبة ،

و تطفىء نار حقدها بتدمير أسرة بأسرها لتهدأ

براكين جوعها وجشعها

 بعد  كيان واستقرار قلوب تحبها 

الخقد والغيرة يأكلان القلوب 

كما تأكل النار الحطب 

لم استطع أن أتمالك نفسي

تدافعت دموعي تحت أجفاني سال الكحل على وجهي 

و انطلقت الى المستشفى 

و أطلقت حينها العنان لفيض الانكسارات التي تراكمت في داخلي ...

هذا اليوم كنت أبكي ..

و أعيد الموقف ،واضحك في نفس الوقت 

كان يضحك ويضمني ويهدىء من روعي وحمدنا الله ،

اننا مع بعض واننا بخير،


الأميرة مونيا بنيو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...