الأحد، 3 سبتمبر 2023

في رثاء الشاعر كريم العراقي بقلم جميل أحمد شريقي

 في رثاء الشاعر كريم العراقي 

١ /ايلول/ ٢٠٢٣م

================

يموتُ خارجَ اسوارِ الحمى علمُ

 في قلبِهِ الحزنُ كالنيرانِ يضطرمُ

حكيمُ عصرٍ شدا بالحزنِ حينَ رأى 

  بيتاً من الشعرِ في عشرينَ تلتئِمُ

( شكواكَ للناسِ يابنَ الناسِ منقصةٌ)

عشرونَ قد أوجعَت من قلبُهُ عدَمُ

هو الكريمُ عراقيٌّ عفيفُ يدٍ

 (أبو ضفافَ) وموجُ الشعرِ ملتطمُ

سحرُ القريضِ بدا في شعرهِ ألقاً

     أحبَّهُ الكلُّ حتى الجاهلُ النَّهِمُ 


حزنُ العراقِ وشكوى الرافدينِ غزا 

قلبَ القصيدِ وحبلُ السعدِ منفصمُ

شعرُ العراقِ تراتيلُ الأسى وبُكا 

على الجمالِ كَوَت أحشاءَهُ الحِمَمُ

أما( كريمُ) ففي خفقاتِهِ وطنٌ

     وغربةٌ تقطعُ الأنفاسَ بل هِمَمُ


يا حسرةَ الشعرِ يقضي أهلُهُ فَرَقاً

     نفياً وصلباً وطرداً صاغَهُ صنمُ

معلِّمٌ يحتسي أشعارَ غربتِهِ

      يعلِّمَ الجيلَ ما ترقى به الأممُ

وحقُّهُ ضائعٌ والشعرُ مُنتَهَكٌ

   وشاعرُ الحقِّ بالقضبانِ يصطدمُ


ماتَ ( ابنُ عودةَ) في السبعينَ من عَمُرٍ

     ميراثُهُ الحبُّ والأشعارُ والقلمُ

(كابنِ الحسينِ) مضى والشعرُ منتشِرٌ

        بينَ البريَّةِ يُروى وهو متَّهَمُ


قوافلُ الشعرِ مازالت مناضلَةً

 تحرّكُ الحسَّ في الإنسانِ لا تَصِمُ

وحاملُ الهمِّ لا يُنسى وإن فنيت 

        كلُّ العظامِ لأنَّ همومَهُ عِظَمُ

تنامُ عينُكَ والأشعارُ باقيةٌ

    يابنَ العراقِ وكلُّ جراحِنا ألمَ

===========

د. جميل أحمد شريقي 

( تيسير البسيطة )

  سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ليتَ لي ِمن سحرها حرزٌ هنا باقي بقلم علي الموصلي

ليتَ لي ِمن سحرها حرزٌ هنا باقي  خابِ معي والتيهُ لي ساقي انساها ام اكتفي مِن عشقها املاً كيف لي ان اهتدي قلبي كأحداقي حرفي لها رافضاً في ال...