جَيْشٌ مِن الحشَرَاتِ هَاجَمَنِي عِشًا
وَأنَا الذِي جِئْتُ الغَـدَاةَ مُـسَلِّمَــا
لَـمْ يُـبْقِ في بَـدَنِي الـمُعَنَّى بُـقْـعَةً
إلَّا وَأشْـبَـعَـــهـا أذًى وتَـأَلُّـمَـــــا
لَـمْ يَرْعَ حَقَّ الضَّيْـفِ في إكْرَامِهِ
بِاللّسْعِ، لا بالثَّـاغِـيَـاتِ تَكَـرَّمَـا
طَيَـرَانُـهُ سِرْبُ البَـعُوضِ مُطَنِّنًا
ومُقَنْبِلًا في الجِسْمِ لَسْعًا مُؤْلِـمَا
مَا أَنْ خَبَـتْ غَـارَاتُـهُ حَتَّى أتَى
سِرْبُ الذُّبَابِ أَشَدَّ مِنْهُ وأَعْظَمَا
لَـمْ يُـرْضِـهِ أنِّي سَـألْـتُـهُـمَا مَـعًا
حُسْنَ الجِوَارِ، فَمَا بِرَأْيِـيَ سَلَّـمَا
بَلْ أَخْبَرَا "الدّبَّـابَ"ضَعْفَ مَوَاقِعِي
فَــأتَـى بِـلَيْلٍ دَاحِــسٍ وتَـقَــدَّمــَــا
فَذُهِلْتُ وارْتَعَدَتْ جَمِيعُ فَرَائِصِي
وتَغَلَّقَتْ كُـلُّ المَنَافِـذِ، عِنْـدَمَــا
ظَهرَتْ "جَنَازِيرُ" العَقَارِبِ، لَيْلَـةً،
في غَـارَةٍ، حُـمَّ القَـضـَـاءُ وأُبْـرِمَـا.
فَعَـرَفْتُ أَنَّ العُـمْـرَ رَهْـنُ إشَارَةِ
وهَـرَعْتُ للـرَّحْمَنِ بَـرًّا مُسْلِــمَـا
أَرْجُوهُ رَحْـمَتَـهُ الّتي قد أُسْبِغَتْ
مُتَـوَسِّلًا بالـمُصْطَفَى أَنْ أُرْحَــمَا.
ولَزِمْتُ بَيْـتِي، والـحَرَارَةُ شِدّةٌ،
لَكِـنْ تَصِيـرُ مَعَ البَـلِـيَّـةِ أرْحَـمَـا
فَالسِّـجْنُ ، في قَيْـظٍ بِغُرْفـةِ مَنْزِلِي،
خَيْـرٌ، لَدَيَّ، من المَـمَـاتِ مُسَـمَّـمَا.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق