الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أيَا (دِيريكَ١) يا مَهدَ الطُّفُولَة ... و مَهْوَى ذِكرَياتٍ يا جَمِيلَة
إذا قِيسَتْ بِمَدٍّ في امتِدادٍ ... فَمِمّا ليسَ شكٌّ بِالطّوِيلَة
نَشَرْنا أُمنِياتٍ في رُباهَا ... جَعَلْنا أرضَها أحلى خَمِيلَة
لِذَا ظَلّتْ و تَبْقَى في خَيالٍ ... و في أحلامِنا دَارًا أصِيلَة
و في أحيانَ أُخرى عند عِشقٍ ... لنا كانتْ بِإحساسٍ خَلِيلَة
لنا في كلِّ حَيٍّ ذِكرَباتٌ ... و أيّامٌ و ساعاتٌ كَفِيلَة
بِأنْ تُحيي بِنا ما غابَ عَنّا ... على استِرسالٍها تَحيَا جَلِيلَة
رَحَلنا، كانَ ذاكَ الأمرُ صَعْبًا ... ضُغُوطَاتُ انتِهاكاتٍ وَبِيلَة
بِأسبابِ التّعدِّي و المَآسِي ... تَحَمَّلْنا مَشَقَّاتٍ ثَقِيلَة
فَكَانَ الحبُّ زَادَ الصّبرِ فِينَا ... لِتَبقَى بلدَتِي، تلكَ النّبِيلَة
بأهلِيها و قد كانُوا جَمِيعًا ... كَبَيتٍ واحِدٍ مِنْ غَيرِ غِيلَة
أعانُوا بعضَهُم، عاشُوا سَلامًا ... و دامَ الحُبُّ فَيْئًا لِلظَّلِيلَة
و ما زَالُوا على هَذَا، و هَذِي ... خِصَالٌ عَمَّقَتْ رُوحَ الفَضِيلَة
فَيَا (ديريكَ)، يا حُبًّا مُقِيمًا ... سَتَبْقَينَ الأمانِي و النَّخِيلَة
١- بلدة الشاعر في محافظة الحسكة بسورية
المانيا في ١١ شباط ٢٠٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق