الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم :
مُنْتَصَفُ الجَحِيْم .
أَخَذَت الرِيَاحُ مَعَ الأَيَامِ كَفَّ يَدِي
وَتِشْرِيْنُ ذَهَبَ نَحْوَ البَحْرِ جَنَوبًا
و أَنَا أَلهَثُ مُتْعَبًا فِي مَضْجَعِي
و صَوتُ النَوَارِسِ لَا يُسْمَعُ أَحَدًا سِوَاي
و الفَجْرُ ثَقِيْلٌ عَلَى الحُلُمِ اليَوم
و ثَقِيْلٌ أَيْضًا عَلَى الحِمْلِ اليَوم
نَظَرَ إلى جفْنَيَّ و قَد فارَقَهُمَا النُعُاس
قّائِلًا : هَل بِدَاخِلِكَ أَحَدٌ سِوَاك ..
أَجِبْنِي فَهَذَا مُبْتَغَايَ لَا مُبْتَغَاك ..
قُلْت : بِدَاخِلِيَ أنْتَ و الجَمِيْع
و أَنْفَاسِيَ عِبٌ عَلَيَّ وَحْدِي
فَلَا تَسَلْنِيَ و لَا تُسَاهِرُنِي الآن
أَشْعُرُ الغَمَامَ يَغْسِلُنِي بِالنَدَى ..
و بَحَةُ رَجْعِ الصَدَى ..
تَسْرِي سَريْعًا بِاتِسَاعِ المَدَى ..
دَعْنِيَ وَحْدِي و ابْتَعِد نَحْوَ الهُنَاك ..
و خُذِ الجَمِيْع - أَسْتَحْلِفُكَ - و إِيَّاك ..
هُوَ شَهِيْقٌ و زفِيْرٌ آخَرَيْن ..
أَشْهَقُ و أَزفِرُ التَبِغَ كَأَنَهُمَا أَخِيْرَيْن ..
مَاذَا تُرِيْدُ بَعْدَ الآنَ مَاذَا !؟
أَنَّا مِتُّ و عَلَى قَيْدِ الحَيَاة
و لَا يُسْمَحُ لِغَيْرِيَ بِالرَحِيْل
لَا رِيْشَتِيَ و لَا مِحْبَرَتِي سَتَكُونُ مَعِي
فَأكْتُب مَا اُمْلِيْهِ عَلَيْك ..
و احْمِلْنِي خَفِيْفًا بِيَدَيْك ..
مَن مِنَّا القَاتِلُ يَا تُرَى !؟
أَنَا ، أَنْتَ ، أَحَدُ الجُمُوع !؟ ..
هُنَا و بِلَا طَرِيْقٍ لِلِرُجُوع ..
كَانَت لَيْلٍةً غَزِيْرَةَ المَطَر
و النَسِيْمُ يُدَاعِبُ النَفَس الأَخْيْر ..
قُلّ لَهُمُ جَمِيْعًا ؛ شُكْرًا
و لا تَنْقُلُ عَنِّي بَعْدَ هَذَا الشَيءَ الكَثِيْر ..
فَقَط اكْتُب : مَاتَ طِفْلًا
بَعْد أَن أَطَاحَ عَن أَكَتَافِهِ السِنِيْن
و حَشْرَجَاتُهُ الأَخْيْرَةُ تُزَقْزِقُ لِلِغِيَاب ..
فَقَد صَارَ جَاهِزًا لِلرَحِيْل بِلا عِتَاب ..
سامي يعقوب / الأردن - فلسطين .