((( ما فعلة الهجر )))
أرجوك قولي ....
كيف سيكون اللقاء ....
كيف في نفس العيون ....
يجتمع الداء وكذلك الدواء ....
كيف القوس الذي أطلق السهم ....
يكون الدرع الذي يصد الطعن والبلاء ....
كيف تكونين أنت من فتت الفؤاد ....
ثم تصبحين من يجمع الأجزاء ....
كيف سأقابل عينيك من جديد ....
وحين رحلت ذابت أنسجتي ....
وخلت الشرايين من الدماء .....
وإختلفت مقادير الحياة .....
فصارت هي والفناء سواء .....
كوني رحيمة بقلب يذوب ....
بحث عنك في كل مكان ....
ودقق في الطرقات وفتش الدروب ...
جرب في بعدك كل المناهج .....
وفشل في مواجهتة وفشل في الهروب ....
هجر في بعدك كل الجوانب .....
فما عاد يفرق بين مكروة ومرغوب ....
تمر أيامه بمشقة .....
يتوسل لدقيقة في نسيانك ....
وكأنها هدنة قصيرة بين الحروب ....
لا تنظري إلي فأنا لست من تعرفين .....
لست من كان يحمل في كلماتة الشوق والحنين ....
لست من كان لا يعرف إلا منطق القوة واليقين ....
لست من كان يزيد شوقة إليك في حضورك ....
لست من كان يوم يكتب فيك أبيات ....
وينشد فيك الأشعار والقوافي في كل حين ....
والأن ....
أنا أنسان ....
مليء بالطعنات والجروح .....
يعلم أن الكثير ممنوع علية ....
والقليل فقط هو المسموح ....
يبني في الخيال حضارة ويعيشها ....
كطفل من الرمال يبني قلاع وصروح ....
ورغم كل ما أدعي من قدرة وقوة ....
فأنا في الحقيقة بدونك كطير مذبوح ....
حين اللقاء لا تطيلي إلي النظر ....
فليس هذا هو نفس الفؤاد ....
ولا نفس الوجة الذي إنتظر .....
ولا تطلبي مني رد ولا جواب ....
فليس هذا هو نفس اللسان ....
الذي سبق وتحاور وربما إعتذر ....
وليكن اللقاء قصير جدا ....
فالأمر الأن يستلزم الحيطة والحذر ...
لم أراك منذ عام كامل ....
وهذا ما فعلة بي الهجر .....
هزم ودمر وحطم وإنتصر .....