الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

ألله ألله يا لبنان بقلم أنور مغنية

ألله ألله يا لبنان 

لم يبقَ في الأمر ما يجدي 
سقطَ القناعُ عن عورةِ الخصيان .
سقط الفرسان عن خيولهم 
وجاء اليوم نبيُّ الزمان .
كذبَ المؤذنون في صياحهم 
فالآن ساعة الطوفان .

في وطني حكامٌ تورَّمَت صدورهم 
وانتفخت بطونهم 
مخصيُّون بلا استثناء .
جميعهم عندما خرُّوا سجَّداً نحو سيدهم 
بانت لهم خلفيةٌ سداسية الشكل 
وصار الرجال نسوان. 

ما كان يسمَّى بلاد العربِ 
بلاد الشجاعة والمروءةِ
انقرَضَت فيه الفرسان.
في وطني حكَّامٌ على مَرِّ تاريخهم 
يدَّعي فيه الحمار بأنه حصان.

هرَّبوا أولادهم ، أخرجوا أموالهم ونساءهم
وقالوا لا نقبل أن تقول يرحمه الله 
فالخير كل الخير أن تقول جبان.
جميعهم موتى بلا أكفان.
ألله ألله يا لبنان.

يا جنوب العزَّةِ والكرامةِ
يا من تلبس في كلِّ يومٍ 
من بياض الثلجِ كفناً
ياابن الجنوب 
يا من غرس في الأرض أقدامه 
وتفجَّرت تحت قدميه 
ينابيع الإصرار والعنوان.
يا ورود الصباح بكل الألوان 
ألله ألله يا لبنان.

جميعهم خضعوا ودُجِّنوا
فصار أشجعهم جبان 
وأنت ، أنت من يحارب الشيطان 
أولئك المؤمركون والمتصهينون
تمرَّسوا بالحقد والغدر والخذلان 
كأنما جاؤوا من رحم الهوان
ألله ألله يا لبنان.

أتدرون من أنا ؟
أنا ليمونة من أرض الجنوب 
أنا عطر الزهر في البستان .
أرضي عاملية جاء ذكرها 
على لسان النبي وعليٍّ 
والحسين وفاطمة والقرآن .

أنا من أرضٍ بنَت لي جسداً من طينها 
ومن حنانها ينبضُ الشريان.
هل تريدون أكثر 
لأحدثكم عن وطن الشجعان ؟
قدمي في الأرض ورأسي عند الشمس 
لا أخضع ولا اركعُ ، لا أعرف الخذلان.

آهٍ يا شاطيء بحر صور 
كم غسلتَ هذا القلب من الأحزان !!!
هذه الأرض تستلُّ سيفها في وجه طغاةٍ
ركبوا فوق ضهر الشعوب 
يقتلون كلَّ من قالَ أنا إنسان .
يقتلون كلَّ شريفٍ ، يبقرون بطون الحوامل 
يخافون ولادة طفل 
وضع ألله بين يده لغةَ الجِنان .
ألله ألله يا لبنان. 

هل عرفتم من انا ؟ 
أنا جسدٌ بلا روحٍ إذا سافرت .
أنا وطنٌ في وطني 
فهل تفرُّ من أوطانها الأوطان؟
وطنٌ أحلمُ له وفيه 
أراه في دخان سيجارتي 
وفي بخار قهوتي بالفنجان.

وطنٌ لا يخاف الموتَ 
ولا أشباه الرجال في الفنادق 
وعلى أرصفة المقاهي .
إني أخاف أن أضيعَ 
لو ضاع مني هذا الزمان .

أخاف أن أنتمي إلى وطنٍ 
صارت فيه النساء رجالاً 
وصار الرجال غلمان. 
يا أحبابي أنا من بلدٍ حرٍّ ابيٍّ
وطنٌ سجنٌ بلا جدران .

لكنني يا أحبابي أموت شهيداً بأرضي 
وأرفضُ الخضوع للسلطان .
يا أحبابي ما لشعري 
وما للشعر غير العنفوان؟
كلُّ قصيدةٍ وكلُّ كلمة طلقةٌ
في وجه الظلم والعدوان. 

هل عرفتم من أنا ؟
أنا من وطنٍ يقرؤ فيه الفداء
في كلِّ يومٍ سورة الرحمن 
ألله ألله يا لبنان. 

د.أنور مغنية 2023 10 30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

شفافية بقلم عبدالرحمن أمين المساوى

شفافية قوانين التدرج  طريقة لأسلوب ردكالي قديم بطريقة معاصرة نبتغي بها وجه الله لعل وعسى يكون المنطق أثره الإيجابي على عصبة الأمم وحكام العر...