بقلمي : من الرَّجَز
سليم عبدالله بابللي
==============
جاءت سعادٌ في أجيجٍ لاهِبةْ
قالت غرامي جِزيةٌ لي لا هِبةْ
عيني مَنِ اختارت و قلبي مَنْ هفا
صيدٌ لمن صيدَت بِعُرفٍ واجبةْ
بانت سعادٌ و الهوى غيرَ الهوى
مِنْ ثغرِها البسامِ قالت غاضِبةْ :
ماذا وشى عنّي خليلٌ خِلتُهُ؟!
حتى أرى لومَ العيونِ الكاذِبةْ
تُبدي نِبالاً في خفايا نُبلِها
لونَ الشماتَةِ في وجوهٍ عاتِبَةْ
صابَتْ بما رامَتْ بِقَصدٍ أو بِلا
حتى و إن خابت فسهمٌ صائبةْ
عينُ النوايا كم روَت مِنْ قِصّةٍ
سوءَ الدّواعي و البواغي غالبةْ
أضغاثُ أحلامٍ بِوهمٍ تُوِّجَتْ
ضاعَ التَّشَفّي في مَرامٍ واصِبةْ
مَنْ قُلتِ عَنهُم يا سُعادي أَهلُنا
لا عِلمَ لي ما حدَّثَتْهُ الخاطِبةْ
لمّا رأتني في البراري تائِهاً
أوصافُ وَجدي عن وجودي غائِبةْ
و الرُّشدُ عندي يشتكي طيفاً سَلا
أيامَ قحطٍ في أُفولٍ ضارِبةْ
الحالُ باحت سِرَّ آهاتي بِها
عينايَ غارت مِن هيامٍ ذائبةْ
أطوارُ نفسي في متاهاتٍ تُرى
طوراً أراها مِنْ عذابي تائِبةْ
طوراً أراها حيثما كانت يدي
أو قد أراها قبلَ منها راغِبةْ
البالُ مشغولٌ بمن يشتاقُهُ
و العينُ تسعى عينَ قَفرٍ طالِبةْ
يا ليتها حَسّت بنيرانِ الهوى
لَمّا تَجَلّى في عيونٍ ساكِبةْ
ما ضَرَّ فيها أو رأَت في دربِها
أو جالَ في إحساسِها مِنْ شائِبةْ
عادت سُعادي مُهجتي أَسعادَها
نرجو مِنَ الرّحمنِ حُسنَ العاقِبةْ
سليم عبدالله بابللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق