""""
بانت فأجلت ليلة الظلماءِ
ذات الدلال برقّة وبهاءِ
نجلاء عين الظبي شاكلها وقد
جاءت تميس بقامة هيفاءِ
من شرق أرض الصين كان قدومها
تمشي الهوينا مشية الخيلاءِ
ماعاقها سير بوادٍ موحش
أو حاقها مسٌّ من الضرٍاءِ
تسري وتطوي كل مهمهة ولا
تخشى من العثرات في الإسراءِ
بدرت وعطر الند يلثم خدّها
وعبيرها قد عمّ في الأرجاءِ
وكأنها بدر بليلة تمه
تربو بهالتها على الجوزاءِ
خطرت تميس كغصن بان ينثني
قد زانها دلّ على استحياءِ
والخصر أهيف بل ومخموص الحشا
حاكى الريام البيض في البيداءِ
فينانة والشعر منها حالك
والليل أغطش حلكة بفنائيِ
زانت نظام الكون في حركاتها
في دقّة التكوين والإنشاءِ
ترنو إليها والجمال يلفّها
كالكوكب الدريّ في العلياءِ
تسقي بكوبٍ سلسبيل مذاقه
والخمر عتّق دهره بإناءِ
تنزو فواقعه بدنٍ محكم
كالدرِّ تطفو فوق سطح الماءِ
ختمت عليه السالفات دهورها
من قبل قبل القبل والإنشاءِ
صهباء منها الورس يأخذ لونه
فيها تغزّل جملة الشعراءِ
قدم القديم قديمة بكيانها
وحديثة في العهد للندماءِ
تاهت جمالاً في الأنام بحسنها
شغلت ملوك الأرض والأمراء
وتبهرجت في حلّة عربيّة
عدنية الأجداد والأباء
نجدية والشام مربعها وقد
فاقت على حواء بالإغراء
مرآة كل ملوّع ومتيّمٍ
عكست خيالا ليس عنه بناءِ
قدٌّ بقدًّ قد بدت وكأنها
في العين حاكت بالكمال الرائي
إني مجوسيّ وأعشق نارها
ومحوت فيها الجسم بالرمضاءِ
وأنا الموحّد في الهوى ومثلِّثٌ
ومربّعٌ ومخمّسٌ آرائي
وأنا المكبّر وقت آذان الضحى
الله أكبر تلك ذي ليلائي