المُنقَشِعَةُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - اِسوَدِّي غَيمَةُ تُنقَشِعِي ... قَد آذَنَ رِيحُكِ بِالقَشَعِ
2 - وَهَجِيجُ الرِّيحِ لَهُ رَهَبٌ ... حَتَّى يَخشَاهُ أَبُو الفَزَعِ
3 - وَجُنُودُ العُربِ لَهُ حَرَسٌ ... بِالحَيِّ وَدُونَ السَّوطِ تَعِي
4 - فَمَوَائِدُ مَولَاهَا مَلأَى ... بِصُنُوفِ الذُّلِّ مَعَ الوَرَعِ
5 - وَصَحَائِفُ سَيِّدِهَا خَبَرٌ ... بِدِمَاءِ الأَنفُسِ وَ الهَلَعِ
6 - وَلَهَا تَارِيخٌ مِن أَزَلٍ ... فَاقرَأ مَاضِي تِلكَ البُقَعِ
7 - وَاسأَلِ الأَجدَادَ وَعَن كَثَبٍ ... يُنبُوكَ بِتَارِيخِ الوَجَعِ
8 - مُسلِمُونَ وَعُربَانٌ لَانُوا ... لِلعِدَا بِالخَوفِ وَبِالضَّرَعِ
9 - وَأَضَاعُوا مَجدًا مِن سَلَفٍ ... وَشَكَا البُنيَانُ مِنَ الصَّدَعِ
10 - مَن رَامَ العُلَا قَرَأَ المَاضِي ... فَالتَارِيخُ كَنزٌ بِمُرتَجَعِ
11 - رَأسُ العُربِ فِي طِينٍ نَكِسٌ ... وَالوَجهُ بِأَنفٍ مُجتَدَعِ
12 - وَالعَينُ مُفَتَّحَةٌ وَلَهُ ... جِسمٌ لَا صَاحٍ وَلَا هَجِعِ
13 - وَالطَّرفُ إِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ ... يُمنَى.. يُسرَى غَيرَ مُنخَلِعِ
14 - أَمنٌ وَسَلَامٌ يَخدُمُهُ ... وَالمِيزَانُ بِالتَّطفِفِ رُعِي
15 - وَالعُربُ جَمِيعًا فِي يَدِهِ ... فَذَوُو شَعرٍ وَذَوُو صَلَعِ
16 - وَسَوَادٌ يَغلُبُ فِي إِثرِهِ ... فَذَوُو سُفرٍ وَذَوُو قَزَعِ
17 - وَمُلُوكُهُمُ مَعَ حُكَّامِهِم ... فَعَلَى حَرَجٍ وَعَلَى تَبَعِ
18 - وَمُعِينُوهُمُ وَرَعَايَاهُم ... فَعَلَى حِقدٍ وَعَلى طَمَعِ
19 - خُطَطٌ وُضِعَت بِيَدٍ عَبَثَت ... بِمُلُوكٍ وَحُكَّامِ الجَشَعِ
20 - بِكَرَاسِي مِن حَطَبٍ يَبِسٍ ... رُبِطَ المَالُ وَالجَاهُ لِلوَلِعِ
21 - فَإِذَا جَلَسُوا فَعَلَيهَا رَسَوا ... وَإِذَا حَكَمُوا حُكمُ الجَزِعِ
22 - مُغمِضًا عَينًا عَن فِعَالِ العِدَا ... فَاتِحًا أُخرَى وَبِمُتَّسَعِ
23 - لِلخُصُومِ مِنَ الشَّعبِ عَن كَثَبٍ ... وَمَعًا لِمَتَاعٍ وَمُهتَجَعِ
24 - وَدَمُ المُسلِمِينَ يُرَاقُ هُنَا ... وَهُنَاكَ بِجِسمٍ مُنخَذِعِ
25 - شَهِدَت بِمَذَابِحِهَا أُمَمٌ ... بِالأَذَى رَافِضٌ مَعَ مُقتَنِعِ
26 - وَرَأَى فِي مَحَارِقِهَا عَمدًا ... بِالخَنَى نَاظِرٌ مَعَ مُستَمِعِ
27 - هَذَا قَدَرُ اللهِ فِيهِ قَضَى ... أَمرًا كَامِلًا وَبِلَا صَدَعِ
28 - وَقَدِ انفَتَحَت أَبوَابُ الهُدَى ... فَاعجَل بِالوُلُوجِ بِلَا قَرَعِ
29 - لِتَنَل بِهِ نَصرًا أَو مَوتًا ... فِي سَبِيلِ اللهِ مُنَى المُنتَفِعِ
30 - لِتَكُونَ مِنَ السُّبَّاقِ إِلَى ... جَنَّةِ الرِّضوَانِ إِلَى المُتَعِ
31 - فَهُنَاكَ العَيشُ بِلَا كَدَرٍ ... وَهُنَاكَ الخَيرُ وَمِن وَسَعِ
32 - وَمَعَاصِي اللهِ شَرَارَتُهَا ... شَعَلَت بِالهَشِيمِ وَبِالوَسَعِ
33 - وَلِطَاعَتِهِ وَوَضَاءَتِهَا ... نُورٌ دَائِمٌ غَيرَ مُنقَطِعِ
34 - مَن يَطلُبُ عَيشَ الخُلدِ بِهَا ... يَظفَر بِالعَيشِ وَبِالرَّتَعِ
35 - فَاغنَم مِن رِضَاهَا بِالتَّقوَى ... فَرِضَاكَ غَدًا حِيطَ بِالمُتَعِ
36 - وَاقرَإِ القُرآنَ بِصَوتٍ شَجِي ... وَبِقَلبٍ مُحتَزِنٍ وَرِعِ
37 - وَصَلَاةٌ بِلَيلِ الدُّجَى سَكَنٌ ... فَاحرِص فِيهَا غَيرَ مُمتَنِعِ
38 - وَدُعَاءٌ بِجَوفِ اللَّيلِ سَمَا ... فَادعُ اللهَ فِيهِ وَفِي ضَرَعِ
39 - صَلِّ وَادعُ اللهَ وَفِي وَجَلٍ ... لِتَنَل أَغلَى أَغلَى السِّلَعِ
40 - سِلعَةُ اللهِ غَالِيَةٌ وَحَوَت ... جَنَّةَ الفِردَوسِ لِذِي وَرَعِ
41 - وَاشرَب مِن مَاءِ الكَوثَرِ كَي ... تَروِي عَطَشًا وَعُرَى الطَّمَعِ
42 - مَاءُ الشُّربِ مِن حَوضِ المُصطَفَى ... لَا تَظمَأُ بَعدَ الرَّوَا النَّقِعِ
43 - وَارجُ يَومَ القِيَامِ شَفَاعَتَهُ ... تَحمِيكَ مِنَ الخَوفِ وَالجَزَعِ
44 - مَدحُ الظُّلمِ لَا يُعلِي شَأنًا ... هُوَ مِثلُ كَلَامٍ مِنَ القَذَعِ
45 - مَدحُ الظُّلمِ كَمَن يَزِيدُ الغَضَا ... زَيتًا لِيَزِيدَ مِنَ الوَلَعِ
46 - فَاللِّسَانُ الحَقُّ طَهَارَتُهُ ... بِكِتَابِ اللهِ بِمُنتَجَعِ
47 - وَكَلَامُ اللهِ سِقَايَتُهُ ... لِلعَقلِ وَلِلقَارِئِ الوَلِعِ
48 - وَخِيَارُ الخَلقِ مُجَاهِدُهُم ... وَالبَاقِي جُلُّهُ مِن خَرَعِ
49 - وَشَهِيدٌ أَعطَى مُهجَتَهُ ... لِلحَربِ وَمَالَهُ عَن شَبَعِ
50 - فَسَقَى أَرضًا وَحَمَى عِرضًا ... بِالنَّفِيسِ وَنَفسٍ بِلَا جَدَعِ
51 - قَد كَانَ المِقدَامَ صَوبَ الوَغَى ... يَطلُبُ الأَعدَاءَ وَفِي هَرَعِ
52 - كَانَ سَبَّاقًا لِلِقَاءِ العِدَا ... وَالمَنَى مَا كَانَ مِنَ الخَزَعِ
53 - قَد شَاقَت نَفسُهُ فِي شَغَفٍ ... لِيُقِيمَ بِخَيرِ المُرتَبَعِ
54 - وَالحُكمُ رَمَى بِشَرِيعَتِهِ ... وَتَبَنَّى شَرعًا مِنَ البِدَعِ
55 - وَبَقَايَا الأَوثَانِ ضَاحِكَةٌ ... وَصَمِيمُ الضَّحكِ عَلَى الرَّتَعِ
56 - وَعُيُوبُ الأَسرَارِ قَدِ انكَشَفَت ... لِلعَيَانِ عَنِ الحَاكِمِ المَذِعِ
57 - وَالحَصفُ نَقَاءٌ لِصَاحِبِهِ ... وَالخَرقُ يُشِينُهُ بِالبَقَعِ
58 - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى أَحمَدٍ ... وَالآلِ وَصَحبٍ وَمُتَّبِعِ
59 - كَأَبِي بَكرٍ وَأَبِي حَفصٍ ... وَأَبِي حَسَنِ الزَّاهِدِ الوَرِعِ
60 - وَأَبِي عَمرُو ذِي النُّورَينِ الـ ... مُستَحِي المُستَحَى مِنهُ فِي وَرَعِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجاراة لقصيدة "المنفرجة" لأبي الفضل: يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف: بابن النحوي المتوفّى: سنة 513م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر ـ 04 نوفمبر 2024م