شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد
هذا التدفق كالينبوع يسمح لي لأكتب الشعر في أشياء
تشغلني
أحيا بروح محبٍ
أو بنكهته يعتّق العطر في طاريّة الزمن ( 1 )
عنقاؤه في مداراتٍ وأمكنةٍ لها على الماء عرشٌ
ساحر المنن
ينساب صوتيَ من لمياء حَنجَرتي
على رخامتها الإيقاع
يحضَرني
لواحظٌ ومداد الكحل لمستها على القلوب
وأشكالٌ من الفتن
ألوب مثل فراشاتٍ ملوّنةٍ وأبدأ الرقص في سرّي
وفي علني
رموشها كخطاباتٍ مشفّرةٍ
إن كنتُ أفهم بالألغاز تسألني
يامن يفكّر في شيءٍ ويركنني دون اكتراثٍ
كما لو كان يملكني
هذا فؤاديَ نعم العيش يسكنه فاحفظ بلطفك ياألله لي سُنَنِي
مهما نطقت ومهما قلت عن وَلَهي فإن حبك بين الصحو والوسن
كم ذا توهمت أطباقاً وأرغفةً وفوق ذلك هذا الشعر يُلهِمُني
أجدد العهد والأيمان في جذلٍ من القصيدة علّ اللحن يُسعِفُنِي
عن الإرادة هذا ماوُجِدتُ به بين الجدار وبين النفيِ والطَرَن (2 )
شقيّةٌ أنت ياأشطار قافيتي وقد زرعتك في منظاريَ المَرِن
فكنتِ سلوايَ في المنفى ووحشته ورهبة الصمت إذ أضحى يلازمني
إنّ الغراس التي قد كنت أزرعها ماعدت أفطن إن كادت ستلزمني
بخور نشوة آمالي يحق لها حين الوصول بأن ترسو مع السفن
من سرّة الوجد أستدني أناملها على خريطة أيامي لتحضنني
ورحت أسترجع الأزمان مفتكراً ماكان بالأمس بين الأنس والشجن
قدْ قُدّ من صَلَفٍ هذا الغرور وما يزال له حضٌ يؤرقني
لمن يقود ( الخطاوي ) أو يوجهها هات البشارة عربوناً يطمئنني 3
مرآة نفسي ومرآة الجمال معاً صحاب بوحيَ
حين الشعر يكتبني
ياوجد أنت إمالاتٌ وأسئلةٌ تريد رداً
فمن ذا سوف يُخَبّرني ؟ ؟
نبضي
عروقٌ بجوف الأرض ضاربةٌ كالسنديانة في الأرياف والمُدُن
تشظياتي صهيلٌ غبّ أوردتي أريسها شهقاتٌ
في عُرى بدَني
فيالقٌ كلما وَجَّ الجنون بها تزلزل الشطُ
فالأمواه كالفُرُن
وكلما زأرت أمواجه ورَغَتْ زاد الهياج
وأضواني
وأرهقني
أنت الحواس وأحبابي برمتهم آمنت بالله واستدبرت للوثن
عواطفي وَهَجٌ
وفرط ذاكرتي من الهيام مع الأيام كالحُصُن ( 4 )
رنين شِعري وموسيقاي أجنحةٌ خليّة النحل للنحلات كالوطن
إني أشم بأنفاس الرؤى فرحاً يوماً سيقبل مهما كان من ثمن
أعانق الكون في عينيَّ نضرته بمستطاعي إذا حاولت فلأكُن
________
شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد
طاريّة : المفاجىء أو المستديرة التي كل نقطة منها هي بدايةٌ لما بعد ونهايةٌ لما قبل
الطرن : التفكك أو الإرتباك
خطاوي : من العامية بمعنى خطوتك أو مشيتك
حُصُن : جمع حصان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق