كما يمر المسافر عبر خرائط..
لا يحفظ منها.. سوي أثر الخطي
وفي الطريق الطويل..
تتساقط من حقائب القلب.. وجوه كثيرة
لم نرد نسيانها..
لكن الريح اخذتها
خلسة منا. . كأوراق خريف
وجوهٌ مرّت بجانب أرواحنا.. مرور السحابة
تظللنا يوماً
وترحل قبل أن نلتقط ظلها
وجوهٌ صافحتنا..
ثمّ ذابت في الزحام
كأنها لم تكن
وأخرى تركت فينا ندوباً صغيرة
لم نعرف هل هي من حسنها
أم من رحيلها
كم من وجه رافقنا بعض الطريق
ثم أستدار فجأة
كمن تذكر موعداً قديماً مع الغياب
كم من يدٍ امسكت بنا ثم افلتت
وكأن القلب خفيف..لا يستحق البقاء
وفي منحنيات الطريق تعلّمنا..
أن بعض الوجوه لا يفنى
إنما يختبئ تحت غبار الأيام
وأنّ النسيان.. هو طريقة الروح..
لتكمل سيرها.. دون أن تنزف في المسير
ومع ذلك.. حين يهدأ الليل..
نسمع في أعماقنا خطوة بعيدة
لوجه سقط منا قديماً
وخطوة تذكرنا
أن الروح تحفظ مالا يحفظه العقل
وتخبئ فوق رفوفها الداكنة
ضحكة أو كلمة عابرة
لم نعرف يومها.. انها سترافقنا طويلاً
الوجوه التي نسيناها في الطريق..
لم تغادر حقاً
هي فقط..
غيرت مكانها في القلب
أصبحت حكايات هادئة. . لا توجعنا
لكنها لا تفارقنا أيضاً
وربما _وهو سر الطريق _
اننا لا ننسى أحداً بالكامل
أنما نعيد تدوير وجهه في ذاكرتنا
فنجعله درساً.. أو وجعاً ناعماً
يحسن شكل الروح..
بقلم :حنان أحمد الجوهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق